المصريون اختاروا ربيعهم وحافظوا على دولتهم وألقوا بأمثال هؤلاء فى مذبلة التاريخ
المؤتمر الذى يعقده أيمن نور والرئيس التونسى الأسبق المنصف المرزوقى فى أنقرة يوم الأحد المقبل، هو مجرد محاولة يائسة، لإحياء خطط التآمر والتحريض فى الخارج ضد مصر بالذات، بعد أن احترق «الاثنان» أمام شعوبهما، وانكشفت أمام من ينكرون أن مصر تتعرض لمؤامرة، معلومات تلحق الخجل والعار بمن يتعمد إلحاق الضرر ببلده، بضراوة أشد من الأعداء.
ينعقد المؤتمر المشبوه تحت عنوان «تقييم ثورات الربيع العربى»، وأرسلت الدعوات لعدد من «النشطاء» المصريين والتونسيين بالبريد الإلكترونى، والسفر عبر شركات سياحية، ومنهم من سيسافر إلى بلد عربى أولا ومنه إلى تركيا، ومعظم المدعوين المصريين ممنوعون أساسا من السفر، بقرارات النيابة العامة فى قضية التمويل الأجنبى، ورفض آخرون الدعوة حتى لا يشاركوا فى مؤتمر عدائى يعلمون سلفا أنه موجه للهجوم على مصر والنيل منها، من مثلث العداء «نور، المرزوقى، أردوغان».
المفترض أن أيمن نور هو أول من يعلم «لماذا فشل الربيع العربى فى مصر»، فقد كان قبل هروبه شريكا للإخوان وحليفا لهم، وبسقوطهم سقط هو أيضا، ففضل الهروب من مصر، لاستكمال دعمه للإخوان فى الخارج، وتلعب قناة الشرق التى يملكها دوراً سافرا فى الهجوم والعداء والتحريض، وهى رأس حربتهم وتحتضن عناصرهم وتبث دعايتهم، وتقوم بدور لم تلعب مثله الإذاعات الإسرائيلية الموجهة إبان سنوات الصراع العربى الإسرائيلى.
وأيمن نور.. ينفذ ما يملى عليه من قطر التى تمول، وتركيا التى تستضيف، ولا ننسى أن المخابرات التركية أجبرته على الإبلاغ سلفًا عن أى مسؤولين أمريكيين يقوم باستضافتهم، ووافق على ذلك خوفا من ترحيله إذا خالف الأوامر، ولذلك لن يخرج دوره فى المؤتمر المشبوه، عن «شاهد زور» على الأوضاع فى مصر، مشحونا بعدائه لثورة 30 يونيو التى أسقطت الإخوان من العرش، وجرفته معهم صيحات الغضب، ومجبور أن يعبر عن غل أردوغان الذى كان يحلم بعودة موكب السلطان العثمانى فى حضرة الإخوان، فانقلب موكب الربيع عليهم جحيما.
المرزوقى.. الشريك الثانى لنور فى المؤتمر المشبوه.. صورة طبق الأصل من مرسى.. لا يعنينا أنه ضعيف الشخصية ومهزوز، ويقول ما لا يعى ولا يعى ما يقول.. ولا يعنينا أنه عاشق للمال وعبد لقطر وضبطوه فى مطار تونس بحقائب فيها ملايين الدولارات.. ولا يعنينا أنه يعشق الظهور كالأراجوز على المسرح مربوطا بخيوط تحركه من وراء الستار.. ولا يعنينا أنه فشل فى حكم تونس وكاد أن يضيعها بعد أن سلم نفسه لرئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشى.. ولا يعنينا أنه أثناء حكمه كان يتحرك فى القصر الرئاسى كالبهلوان، مسيئا لهيبة المنصب والبرتوكول.
يعنينا حجم الغل والكراهية الذى يضمره لمصر وشعبها وثورتها ورئيسها، فقد صور له خياله المريض أنه يستطيع أن يعيد الإخوان ومرسى إلى الحكم، فأسس حركة وهمية سماها «المجلس العربى للدفاع عن الثورات والديمقراطية»، وتوهم أن بمقدوره أن يدس أنفه فى الشأن المصرى، فوظفه نور أو هو وظف نور، وأصابه اليأس والإحباط عندما فشل فى إقناع الأمريكان بأن الإخوان هم الفصيل الإسلامى المعتدل فى المنطقة، فنضح يأسه كراهية وعداءً، استمر فى بث سمومه ضد النظام المصرى، وزاد جنونه عندما لم يعره أحد أدنى اهتمام.
مثل هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا شهودا على الربيع العربى، لأنهم من مخلفات الشقاء العربى، ولن ينسوا لمصر وشعبها وجيشها ورئيسها أنهم كانوا سبب انقشاع ربيعهم، ربيع كانوا يحلمون به فى مصر مثل سوريا وليبيا والعراق، ولكن المصريين اختاروا ربيعهم، وحافظوا على دولتهم ومؤسساتهم، وألقوا بأمثال هؤلاء فى مذبلة التاريخ.