فى ظل الجمهورية الجديدة القائمة على استراتيجية بناء الإنسان والدولة معا، هناك أمر في غاية الأهمية، ألا وهو التأصيل لمبدأ المصارحة والمكاشفة والشفافية خلاف ما كان يحدث من قبل، حيث كانت التخوفات من هز الشعبية هي من ترسم السياسات وتتحكم في مصير القيادات، لدرجة كنا نسمع حكايات أن مسئولين كبار تم إقالتهم بمجرد وشاية أو تخوف من تزايد شعبية فلان أو تحلي علان بالصراحة، أما ما يحدث الآن من تأصيل لقواعد الصراحة والصدق من قبل رأس الدولة ليس بالقول فقط إنما بالفعل، أمر مقدر ويكشف عهدا جديدا قائم على التواصل الصادق.
نعم بالفعل، هل ينكر أحد أن لقاءات القيادة السياسية سواء في المؤتمرات مع الشباب أو أثناء جولات في الشوارع والميادين، أو خلال لقاءات مع مواطنين، أو حتى في الخطابات تتسم بالمصارحة والمكاشفة، والأهم أنها دائما ما تكون من القلب للقلوب، والذى شاهد لقاء إفطار الأسرة المصرية والدعوة إلى حوار وطنى سيرى هذه المصارحة جلية، ومن شاهد أيضا لقاءات المواطنين والحديث أثناء افتتاح مدينة المنصورة الجديدة يرى هذا وضوح الشمس.
والمقدر أن المصارحة دائما ما تستهدف بناء الوعى والثقة والإخلاص والصدق، لدى المواطن، فلن يكون هناك وعى دون مصارحة وفهم لأبعاد القضايا والأزمات، ولن يبنى جدار ثقة أبدا بين طرفين أحدهم يتجاهل أمانة العرض، وهل يُعقل أن يكون هناك إخلاص دون مصداقية في القول والعمل؟.
والأهم أن هذه المصارحة دائما ما تحمل في طياتها الرحمة والخوف والأمل، فلم نرى هناك أزمة تم عرضها بكل صراحة إلا وتزامنت معها الحلول والآمال، فها هو الرئيس يعرض أبعاد الوضع الاقتصادى وتأثيراته السلبية على الاقتصاد الوطنى وقبل الانتهاء من العرض تكون البشرى والقرارات بكيفية التعامل والتعاطى لمجابهة الأزمات أو التحديات.
والنماذج لهذه المصارحة كثيرة ومتعددة منذ 2014، وأبرزها مؤتمرات الشباب، وكيف فتحت نقاشات مفتوحة بين الرئيس والشعب للمصارحة وكشف الحقائق وتوضيح الصعوبات والتحديات والخطط المستقبلية، وكيف أرست قواعد المصارحة والحوار المفتوح، وشرح كافة القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة وأسبابها ونتائجها.
لذلك، فإن كافة حوارات القيادة السياسية دائما ما تتسم بالمصارحة والمكاشفة للظروف التي التي نعيشها الآن، وليس هذا فحسب إنما تكشف جهود الدولة في كافة القطاعات للنهوض بها، ما يؤكد أن هناك رؤية ثاقبة للتنمية الشاملة والقدرة على القيادة، وذلك من خلال سياسات رشيدة وحاسمة ووضع حلول جذرية واضحة دون مُسكنات كما كان يُتبع في العقود الفائتة.
وأخيرا.. إن إرساء قواعد المصارحة في ظل ظروف عالمية مضطربة وتحولات دولية معقدة، وتحديات كبيرة في المرحلة الراهنة تؤكد أننا أمام شجاعة قائد يحرص على مواجهة المشكلات ووضع الحلول لها وأن ثقته في وقوف الشعب خلفه هو مصدر قوته ورصيده الذي يجعله لا يستمع للأصوات المحذرة، خلاف أنها حائط صد منيع لغلق الأبواب أمام الشائعات والبلبلة..