من منا لم يتمنى أن يتم وضع سيناء على رأس أولويات الدولة للخروج من الوادى القديم ولفتح آفاق جديدة من التنمية لتحقيق رخاءً ورفاها في ظل قناعة ويقينا أنها مؤهلة لإقامة مجتمعات عمرانية وزراعية وتعدينية وصناعية وسياحية وتجارية.
نعم كلنا حلمنا مجرد انتهاء المرحلة الثانية للانسحاب الكامل عام 1980، بأن يتم تحويل سيناء إلى منطقة استراتيجية متکاملة تمثل درع مصر الشرقى، لكن للأسف تأجل هذا الحلم سنوات وراء سنوات لتدخل للأسف معركة لا تقل خطورة 1967 بعد 2011 ألا وهى المعركة ضد الإرهاب والتطرف ويتبدد هذا الحلم وتلك الأمنيات.
لكن كانت إرادة الله، أن يرى المصريون الحياة خضراء في أرض الكرامة والنصر، فالمتتبع لما يحدث في سيناء الآن من تعمير وتنمية يجد إنجازات تشبه الإعجاز، بعد أن تم ضخ استثمارات من قبل الدولة بمئات المليارات لإنشاء مشروعات بنية تحتية من كبارى وأنفاق وطرق وكهرباء ومياه وغيرها من المشروعات التي غيرت وجه الحياة في أرض الفيروز وبعثت الأمل نحو مستقبل مشرق يحمل الرخاء لأهالينا في سيناء ولأهل مصر كلها.
لذلك، أعتقد أن هذا النجاح يرجع إلى القدرة في ربط سيناء بمدن القناة وإقامة مجمعات عمرانية حديثة تُساهم في شغل الصحارى الشاسعة، وهو ما أتاح المجال بقوة لتحقيق هذه التنمية والتعمير وتعزيز الانتماء والمواطنة في أرض الفيروز، فالحياة الآن في ظل هذه النجاحات الأمنية والتنموية أصبحت مشرقة لأبناء سيناء المستفيدين بصورة مباشرة من المشروعات التنموية التي تضمن لهم حياة كريمة على كافة المستويات وتحميهم من قوى الشر والضلال بالعبث في أراضيهم.
فتحية تقدير واعتزاز لأبطال الحرب والتعمير، وسلام على الأرواح الطاهرة التى أعادت لنا النصر والعزة والكرامة، ويد الله مع أبطال معركة البناء والتنمية..