تابعت بشغف الفعالية السنوية الخاصة بتكريم سيدات مصر الملهمات، لتتوالى النماذج المشرفة واحدة تلو الأخرى باختلاف الأعمار والمجالات بل ونماذج النجاح.
واستوقفتنى السيدة صاحبة الـ80 عاما، والتى استطاعت الحصول على الماجستير فى هذه السن، وكيف أن لديها إصرار ومهارة غير عادية ليس فقط على المستوى الدراسى، وإنما فى تقديرى الشخصى هو قوتها فى مواجهة المجتمع وعدم الانصياع وراء أى انتقادات أو تنمر أو ما شابه ذلك .
حقا سيدتى أنتى من الملهمات وتستحقين كل التقدير والاحترام، ووجودك فى احتفالية كبرى مثل احتفالات اليوم العالمى بالمرأة، قمة فى الرقى والتطور بمنظور المرأة المصرية .
ولعل أبرز ما جاء فى الاحتفالية يأتى فى صميم قضية "المرأة المصرية"، وكيفية النهوض بأحوالها شكلا وموضوعا لتحيا "حياة كريمة" بكل ما فيها من معانى، فالمطالبات بضرورة عمل مبادرات توعوية متعددة للنهوض بأحوال المرأة المصرية شىء إيجابى جدا، خاصة المبادرات القائمة بالفعل، ويجب نشرها بشكل مكثف، مثل مبادرة "دوى ونوره" وهى مبادرات تهدف لتوعية الفتيات ليكن متمكنات، وكى تقف الفتاة أمام التحديات والمواقف التى قد تتعرض لها ،خاصة وأن العامل النفسى للمرأة الريفية يتكون من خلال توعيتها بكيفية أن تحيا وتعيش حياة كريمة، ليكون لديها وعى وإدراك بتربية أولادها، وكيف تجعل أولادها يقبلون على ممارسة الرياضة، وتجعلهم يتبعون نظاما صحيا، لأنه بالفعل العقل السليم فى الجسم السليم.
كما يجب أن يتم عمل حملات توعية مكثفة للفتيات المقبلات على الزواج، لكى يتم تأهيلهن على مسئوليات الزواج، وكيف تدير منزلا، وكيف تتعامل مع زوجها وطفلها، إلى جانب عملها إذا كانت من السيدات العاملات حتى لا تحدث صدمة حقيقية فى بدايات الزواج من كثرة المسئوليات التى تقع على عاتقها .
إذا استطعنا تحقيق ذلك قلت حالات الطلاق بشكل بديهى، نظرا لوجود مبادرات توضح الصورة كاملة للجميع، وكيفية الخروج من الأزمات، بل وتحويل الأزمات إلى انفراجات ونماذج نجاح متنوعة من سيدات ملهمات بالفعل.
كل الشكر والتقدير للقائمين على تنوير المجتمع وإبراز الجوانب الإيجابية به للنهوض بالمجتمع ككل، خاصة وأن المرأة هى نصف المجتمع وأساس قيام الأسرة.