الأهلى فوق الجميع فى جنازة آخر عناقيد شجرة آل سليم.. الدموع فى كل العيون عندما تذكروا «عاشق الجزيرة»
إنها الدنيا.. تتوقف الرحلة عند مشيئة القدر.. فى ساعة محددة.. هكذا كان لسان حال الحضور فى وداع آخر عناقيد شجرة الإبداع من آل سليم إلى مثواه الأخير.
مشاهد عديدة.. فرضت نفسها على واقع الوداع المهيب.. تبقى دائماً من نفحات المبادئ الحمراء التى تظل محط أنظار دنيا الرياضة المصرية والعربية والأفريقية.
• يا سادة.. الجنازة على مهابتها.. وعظاتها.. لم تخل من مشاهد يجب رصدها جيداً.. البداية مع هذا «التوحد» الأحمر.. سواء فى تلك الصورة التى جمعت أجيالاً عديدة، لم يكن لأى منهم غرض إلا الحضور لحظة مغادرة أحد أهم الفرسان الحمر إلى العالم الآخر، جيل حسن حمدى.. ورفاقه، ومجلسه.. مروراً بالوجه المعارض محمود رشدى.. ثم الامتداد الطبيعى لمحبى الأهلى تيسير الهوارى ونفر غير قليل، لا بغية له إلا حضور ترجل فارس برتبة عظيم عن جواد الدنيا.
شوبير وأبوزيد.. وحتى أيمن شوقى الذى تصادف حضوره لتمضية إجازة قصيرة، حيث يعيش وأسرته فى أمريكا.
• يا سادة.. هذا هو الأهلى.. الكل يصطف لتلقى العزاء جنباً إلى جنب مع ابن الراحل الكبير الموسيقى اللامع عمرو طارق سليم وابن الفن هشام صالح سليم.. أخشى أن يفوتنى رصد شخص أو أكثر، لكن عزائى أنهم جمعياً لم يحضروا لإثبات الوجود.
الفنان عزت العلايلى الذى لمعت الدموع فى عينيه وهو يقبل هشام سليم وعمرو نجل طارق سليم، رحمه الله، يؤكد هو الآخر على نفس معانى رفاقة الدرب.. كل فى مجاله.
• يا سادة جنازة طارق سليم.. جمعت حتى بين الفرقاء.. فوجد طاهر أبوزيد، ومحمد عبدالوهاب وطارق قنديل.. وهشام سعيد وكل منهم يمثل نظاماً مختلفاً فى الأداء حين كان فى السلطة، لكن شيئا ما حدث.. وهو أنهم تجمعوا لفقد عزيز وغال لديهم.
أيضاً لم يبخل نجوم كبار بحجم الزملكاوى أحمد مصطفى، ولا أبورجيلة.. ومصطفى رياض الذى بكى بحرقة القريب قبل الصديق والزميل!
• يا سادة لعلها المرة التى لا تتكرر حين تجد الصقر وتريكة ونجوما كثرا يصرون على الوجود ومعهم حازم إمام الذى بكى من فرط الارتباط بين والده، رحمه الله، حمادة إمام وهذا الجيل الأحمر.. أيضاً ظهر ملامح الحزن على محمد العدلى وهو يشير للكل بأن الأيام الجميلة فى طريقها للزوال.. وأن أجيالاً فقدت «المعلم».. كلما رحل أحد الأساتذة!
• يا سادة هل تعلمون ما دار أو الأغلب الأعم، مما دار خلال وداع طارق سليم؟!
الكل كان يتذكر «نواد» حب الشعار والكيان وحجم التضحيات التى لو كانت فى زمن الاحتراف والأموال، ما قدرت بثمن!
فجأة تذكرت قصة دموع طارق سليم، حين أكد أخطار الاستشارى الهندسى أن الكثير من مدرجات استاد التتش يجب إزالتها!
بكى صخرة الأهلى، رحمه الله، ولم تكن دموعه سهلة.. فقد كان رجلاً يعرف كل شىء عن القدر، ولديه بحكم النشأة والتكوين والعمل كأحد أهم طيارى الشركة الوطنية مصر للطيران.. ما يجعل دموعه عزيزة!
• يا سادة.. بكى طارق سليم، لأن جزءا من تاريخ عاشه داخل الأهلى فى الطريق إلى الفناء!
على فكرة لم يضبط التتش، رحمه الله، يوماً متلبساً بوظيفة أو رتبة فى النادى فلم يكن رئيساً للأهلى، أو مديراً، لكنه كان ابناً محباً مخلصاً.. لاعباً.. عاملاً.. وأباً مما يحتاجه ناديه، وهكذا سمعنا يوماً من طارق سليم!
• يا سادة لعل مبادئ التتش الحاكمة حتى الآن هى الدليل الأقوى على شيم الأهلاوية، فمبادئ أحدهم، بدون ألقاب ظلت باقية.. وبكى طارق سليم لغياب جزء حجرى يحمل اسمه.
• يا سادة.. الكثير يقال عن طارق سليم الذى كان يعمل مديراً للكرة ومشرفاً.. وحاجات كثير دون مقابل.. ووقتها كان المقابل عشرات الآلاف.. لكنه حب الأهلى!
رفعوا شعار «الأهلى فوق الجميع».. فى جنازة طارق سليم.. ورغم تعلق الدموع بالعيون، لكن كان الكلام واضحاً سيبقى الأهلى فوق الجميع.. وسترفع أكتاف أبنائه عن قدم للقلعة الحمراء برضو فوق الجميع.. وداعاً طارق سليم.. يلا بينا نعلم جيل.. قبل فوات الأوان!