فلسطين والعرب.. والفرصة الكبرى

فى ظل صمت العالم يواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه فى حق الشعب الفلسطينى من خلال عمليات عسكرية طائشة وشن حملات أمنية إرهابية، وفرض حصار قاتل دون مراعاة لحقوق إنسان، ولا لمبادئ قانون دولى، ضاربا عرض الحائط بالجميع، فلا فارق معه لا مجتمع دولى ولا اعتبارات إقليمية، متصرفا دائما بمنطق البلطجة وبعقلية الإرهاب، لكن للأسف الذى يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني الصابر، متخذا من المقاومة سلاحا برمى حجر وبإطلاق صرخات لا أحد يسمعها. وقد يقول قائل، إن الحركات والفصائل الفلسطينية تطلق الصواريخ للرد، لكن أى رد فى ظل كيان مدعوم عسكريا من الدول الكبرى، ومن مجتمع دولى يعانى من ازدواجية المعايير، فيحمى حكومة متطرفة إرهابية تقتل أطفالا وتدنس دور عبادة، وتجوع الملايين، وتهدم آلاف المنازل على رؤوس سكانها، وتغتصب الأرض، وتقهر الرجال بالسجن والحصار. لذا، لا حل ولا رد إلا بالاصطفاف وإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين، فهل يعقل أن نتحدث عن نصر أو عن موقف عربى موحد أو عن دعم من المجتمع الدولى فى ظل عدم التوحد بين القطاع والضفة!! .. وهل يعقل أن نترك قضيتنا ونتصارع على السلطة!!.. وهل يعقل أن تبرم فصائل مع الكيان اتفاقيات الإسرائيلي وتدخل معه فى تفاهمات من وراء ظهر السلطة الفلسطينية، أو من وراء ظهر بعضهم البعض؟ .. وهل يعقل أن نترك الفجوة بين القطاع والضفة تتسع، فلا اندماج سياسى واجتماعي واقتصادي وعسكرى بين القطاع والضفة!! إذن التحدى الأول، أن نكون أمام شعب واحد كما أننا أمام قضية واحدة. وكذلك لا حل ولا رد إلا من خلال موقف عربي واحد وموحد لا تلعب إسرائيل على ثغراته أبدا، خاصة أنها تجيد اللعب والمناورة والكذب والوعود الزائفة وتتقن سياسة المراوغة، فكم من عشرات المرات تفاوضت ثم عرقلت تلك المفاوضات !.. وكم من مئات التصريحات الكاذبة التى تطلقها ببجاحة وخبث! .. وكم من مئات الوعود ولم تنفذ وعدا واحدا منها، فإنهم دائما كاذبون. إذن التحدى الثانى، هو موقف عربى موحد ليس قائما على الإدانات أو الشجب أو مراعاة المصالح الخاصة دون اعتبارات العروبة والقومية. فلو حدث هذا، هنا فقط نستطيع ارغام الكيان الإسرائيلي على السلام، واحترام قضيتنا.. نقول هذا، لأنه الفرصة سانحة الآن من أى وقت خلال الثلاثين عاما الماضية، فهناك قمة عربية مرتقب انعقادها فى الرياض وهى قمة مختلفة عن أى قمة سابقة خلال الأعوام الماضية لأنها تأتى فى وقت مهم، العالم فيه نحو نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب. والفرصة سانحة، لأن هناك تكاملا عربيا نراه الآن فى كثير من الملفات، فما حدث مع عودة سوريا للجامعة العربية دون تحفظ أى دولة ليس ببعيد، وكذلك مشاهد التخلص من سياسة التبعية للقوى العظمى ومراعاة سياسة المصالح الخاصة والاعتبارات القومية، وكذلك مشهد زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية ليس ببعيد أيضا، وحدوث التقارب السعودى الإيراني الذى لم يتوقعه أحد. والفرصة سانحة أيضا، لأن هناك دور مصرى محوري سياسته الخارجية نشطة ومقدرة، وتعيش أفضل حالتها فما نراه من جهود وساطة متكررة وناجحة فى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خير دليل. وأخيرا.. نستطيع القول، إن الفرصة سانحة بامتياز لو تم استغلالها جيدا من قبل الأشقاء الفلسطينيين أولا بالاصطفاف والمصالحة، ثم بتكامل عربى وتوحد حقيقى وعدم ترك أى ثغرة أمام إسرائيل لاستغلالها فى تطبيق سياسة الأمر الواقع.. اللهم انصر فلسطين ووحد شملهم..



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;