علامات استفهام خطيرة حول صمت الكنيسة المصرية على مرقص عزيز وإهانته للرئيس
بصوت هادئ، ومناقشة قوامها أدوات العقل والمنطق، لممارسة أقباط المهجر خلال الأيام القليلة الماضية، ومحاولة تأليب المؤسسات والمنظمات الدولية المعادية ضد مصر، مستغلين حادثا فرديا، أو حتى تقصيرا أمنيا، وجعلوا منها فتنة طائفية كبرى. أقباط المهجر كانوا ملء السمع والأبصار قبل ثورة 25 يناير، من خلال تأليب كل المؤسسات الدولية ضد مصر وإقامة المؤتمرات والندوات، ومحاولة توصيل صورة مشوهة عن وضع الأقباط فى مصر على غير الحقيقة، وبالفعل كانت أمريكا توظف تقارير هذه المؤسسات لإحراج مصر.
وهلل هؤلاء، وأقاموا الإفراح وليالى الملاح لإزاحة مبارك ونظامه من الحكم، واستعدوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، دون أن يدركوا أنهم تسببوا فى الدفع بكل الجماعات والتنظيمات المتطرفة إلى الحكم، وأنهم سيسددون ثمنا باهظا لانسياقهم وراء شعارات وهمية أخرجته جماعة الإخوان الإرهابية من جرابها الممتلء بالثعابين والحيات السامة.
وبعد وصول الإخوان الإرهابية للحكم اختفى صوت أقباط المهجر نهائيا، والتزم الجميع الصمت، وبدأ الأقباط فى مصر إعداد العدة للهجرة من البلاد، وعاشوا أياما سوداء بما تحمله الكلمة من معنى، ومنعوهم من الخروج من منازلهم بالقوة الجبرية حتى لا يمارسوا حقوقهم فى التصويت لاختيار مرشحا لمجلس الشعب أو الشورى، أو حتى رئاسة الجمهورية، ومع ذلك أصاب الخرس أقباط المهجر ولم يستطع واحد منهم النبس ولو بشطر كلمة اعتراض. وكانت الطامة الكبرى عندما كشفت الجماعات المتطرفة عن وجهها الإرهابى عقب ثورة 30 يونيو، وبدأوا فى قتل وسلب ونهب ممتلكات الأقباط، ولأول مرة فى تاريخ مصر يتم التعدى على مبنى الكاتدرائية، وحرق عشرات الكنائس وهدمها، ولم نسمع صوتا لأى قبطى، لا رأينا مدحت قلادة، ولا مايكل منير، ولا مرقص عزيز، ولا فلوباتير جميل «بطل كارثة ماسبيرو»، وغيرهم من الأسماء التى ظهرت الآن لتضع يدها من جديد فى يد جماعة الإخوان، وتعمل على تأليب المنظمات الدولية ضد مصر، فقط رأينا جيش مصر يدافع ويحمى أبناء مصر الأقباط، ويبنى الكنائس من ميزانيته الخاصة. أما المدعو مرقص عزيز، فخرج علينا بمنتهى الصفاقة ليهين رئيس مصر عبدالفتاح السيسى، وكأنه يكافئه، باعتباره أول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية لتقديم التهنئة للأقباط بأعيادهم، وكررها، ولا يترك فرصة إلا ويؤكد بكل حسم أنه لا يوجد فرق بين المصرى القبطى، وشقيقه المسلم، وأن الجميع أمام القانون سواء.
أقباط المهجر الذين اختفوا خوفا ورعبا طوال حكم الإخوان، ظهروا الآن ليكثفوا من عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات مع كل خصوم مصر فى الخارج، ويضعوا أيديهم فى أيدى جماعة الإخوان الإرهابية من جديد، لوضع خطط التأجيج، وتأليب أمريكا والغرب ضد مصر، فى تصرف منحط وحقير، يضعون أيديهم فى أيدى من قتلوهم وسحلوهم وأحرقوا كنائسهم وأهانوا رموزهم، ثم يهاجمون ويهينون الذى دافع عنهم وزارهم فى أعيادهم وحضر قداسهم، وأعاد بناء كنائسهم، ولم يترك مناسبة إلا وأشاد بهم أيما إشادة.
هل رأيت مثل هذه التصرفات الوضيعة من قبل؟ هل رأيت جماعة تعيش فى الخارج وتؤسس منظمات لكى تتلقى الدعم ويحصلون على التمويلات ثم يرتمون فى أحضان أعضاء الوطن؟ هؤلاء الذين يعيشون فى منتجعات أوروبا وأمريكا لا يشعرون بما تعرض له أشقاؤنا الأقباط فى مصر من تنكيل وإهانة وسلب ونهيب وقتل وحرق لمقدساتهم إبان حكم الإخوان.
هؤلاء الذين يتلقون التمويلات لمنظماتهم، تناسوا عمدا أن ما يتحدث الآن فى المنيا أو غيرها هى نتاج أخطاء فادحة لعدد من الأقباط الذين صدقوا وارتموا فى أحضان الإخوان، فكانت الضريبة باهظة، نسددها نحن المصريون فى الداخل، مسلمين وأقباط. هناك أيضا علامات استفهام خطيرة، حول صمت الكنيسة المصرية على مرقص عزيز وإهانته للرئيس الذى لا يزال يرتدى زى الكهنوت، ومنتدبا باسم الكنيسة فى أمريكا!