حتى لا ننسى.. كان يوم الأربعاء 24 يوليو 2013 فارقا فى المواجهة الحاسمة مع الإرهاب، وخرج الشعب يوم الجمعة «بعدها بيومين» بالملايين، ملبيا نداء التفويض الذى طلبه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، حتى تتمكن قوات الجيش والشرطة من التصدى للإرهاب تحت مظلة تأييد شعبى غير مسبوق فى تاريخ مصر، لحماية الوطن والأرض والشعب والدولة، مؤكدا أن الجيش المصرى هو جيش كل المصريين وعلى مسافة واحدة من الجميع، ولن يكون تحت قيادة أى فصيل، وقيمه واضحة وشريفة، وفى كلمته فى حفل تخريج الكلية البحرية، وجه السيسى حديثه إلى الضباط «ارفع رأسك أوى.. إحنا ناس بتخاف ربنا»، وتابع: «والله العظيم والله العظيم والله العظيم الجيش المصرى على قلب رجل واحد، فالجيش المصرى ليس مثل أى جيش آخر».
ثلاث سنوات تحققت فيها إنجازات على صعيد تحقيق الأمن، لم يكن أشد المتفائلين يتخيل حدوثها، بعد أن كانت البلاد رهينة لتيارات عاتية من الفوضى والتآمر والإرهاب، وكان المستهدف هو تفكيك الدولة وضرب مفاصلها وهدم مؤسساتها السيادية، واستبدالها إمارة جديدة بها يحكمها المرشد وجماعته وأهله وعشيرته.. عشنا أهوالا ولكن يبدو أن زوال الإحساس بالخطر يجعل الناس تنسى ذكريات تلك الأيام السوداء:
أولا: رفع المصريون فى يوم التفويض شعار أن الإرهاب لا يهزم شعبا والعنف لا يقهر وطنا، وحطموا أطماع جماعة إرهابية ظنت أن بوسعها أن تحكم مصر رغم أنف شعبها، وأن تغير.
ثانيا: لأول مرة فى تاريخ المواجهات المريرة بين الدولة والإخوان، يكون تحرك الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب بتفويض من الشعب، وطلب السيسى التفويض أثناء الاحتفال بتخريج دفعة من طلبة الكلية البحرية، مقدما القدوة والمثل للجيل الجديد من حماة الوطن، بأن تكون مصر فى القلب والعقل والضمير، وأن يكونوا حراسا لشعبهم ويذودون عن حريته وكرامته بأرواحهم ودمائهم.
ثالثا: ولأول مرة تقف هذه الجماعة عارية من رصيد الخداع الزائف الذى كانت تضحك به على الناس، وخرج الملايين يوم التفويض يقولون جربناهم ولا نريدهم، لأنهم لا يضمرون لوطننا إلا الشر والمكائد، ومنذ ذلك الوقت يلبى الجيش مطلب الشعب بتخليصه من الإرهاب واقتلاعه من جذوره، ولم تهدأ المعركة على أرض سيناء، ويسقط شهداء يسطرون تفويضا بأرواحهم ليظل وطنهم حرا عزيزا.