قال بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن الخطبة المكتوبة تؤدى إلى «تجميد» الخطاب الدينى، بينما أكد وزير الأوقاف، الدكتور مختار جمعة، أنها خطوة مهمة لـ«تطوير» الخطاب الدينى، وبين الأزهر والأوقاف «لقد وقعنا فى الفخ».
لم يأخذ وزير الأوقاف رأى الأزهر، وقال شعرا فى مزايا الخطبة المكتوبة وجمالها وحلاوتها، وأنها «لا علاقة لها بأى توجهات أو إملاءات سياسية، وإنما هى مصلحة وطنية وضرورة دينية وقضية دعوية تهدف إلى ضبط العمل الدعوى، ومحاولة جادة لإعادة صياغة وتشكيل أسس الفهم المستنير للدين، وفق منهجية علمية مدروسة وشاملة وضمن اختصاصات الوزارة ومجال عملها».. بين القوسين كلام وزير الأوقاف.
ورد الأزهر الصاع صاعين، وقال لوزير الأوقاف ما معناه: «وانت مالك»، فالدعوة الإسلامية شأن الأزهر كما ينص الدستور، أما الخطبة المكتوبة «فتؤدى بعد فترة قصيرة إلى تسطيح فكر الإمام، وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة، التى تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم، مما قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها، وتحذير الناس منها».. بين القوسين فقرة من بيان الأزهر.
التعليق: لله الأمر من قبل ومن بعد!
فالخطبة المكتوبة التى هى إصلاح للدين والعباد وسلاح فعال فى مواجهة التطرف والإرهاب «فى رأى الأوقاف»، ستؤدى إلى التلبيس بآيات القرآن والأحاديث النبوية على أفهام عوامِّ المسلمين «فى رأى الأزهر»، وهذا ليس اجتهادا بالرأى ينفع المسلمين، وإنما صراع على النفوذ والسطوة والهيمنة، وطحن ينال هيبة الاثنين واستعراض مفرط للقوة.
الوزير مُصر على قراره والأزهر يمضى فى عناده، وفرضا علينا صراعا شكليا عقيما ليس وقته ولا أوانه، معركة شعارها «تجديد» الخطاب الدينى، وهى بعيدة كل البعد عن تجديد الخطاب الدينى، فقد كنا ننتظر من الأزهر- مثلا- أن يتوكل على الله، ويصدر فتوى جامعة مانعة بخروج داعش، ومن يرتكب مثل جرائمها عن الإسلام، لكنه لم يفعل، وكنا نتعشم فى وزير الأوقاف- مثلا- أن يفعّل نموذجا لقضية واحدة، يبدأ بها معركة التجديد، بدلا من الجدل القابع فى المتون فى مئات السنين، لكن لم يحدث، كان يمكن أن يكون الخلاف فى غرف البحث الفقهية، بدلا من المعارك الإعلامية، لكن رب ضارة نافعة. إنه رزق التوك شو.