ننتظر فريق عصام حجى من رموز 25 يناير الذى سيخوض الانتخابات الرئاسية 2018
استبعد أفكارك ومشاعرك جانبًا، وتعال نناقش ما طرحه الدكتور عصام حجى بضرورة الاستعداد للانتخابات الرئاسية فى 2018 بفريق رئاسى، بهدوء شديد، يعلو فيه شأن العقل والمنطق، والبراجماتية السياسية.
أولا، نبدأ النقاش وفقًا للحقوق والواجبات والالتزام الكامل بدولة القانون، دون استئثار فئة بالحقوق كافة، والتبرؤ من جميع الواجبات، وفقا لأيديولوجيات أو شعارات بعينها.
تأسيسًا على ذلك، فإن الدكتور عصام حجى له الحق فى خوض الانتخابات، أى انتخابات، من المحليات حتى الرئاسية، مادامت الشروط القانونية تنطبق عليه، وأيضًا من حقه طرح أى مبادرات يراها من وجهة نظره أنها رائعة، مثل اختيار مجلس رئاسى لقيادة مصر المرحلة المقبلة، وأيضا من حق الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة، وغيرهم من الذين «لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب» أن يخوضوا نفس الانتخابات.
لكن تعالوا نتصور سيناريو خياليا يتماس مع الواقع، مفاده أن الدكتور عصام حجى سيشكل فريقا رئاسيا مكونا من محمد البرادعى وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة وخالد على لخوض الانتخابات الرئاسية 2018، وفى نفس الوقت سينافسه «جمال مبارك»، ماذا نتوقع؟!
التوقعات بالأدلة والبراهين أن جمال مبارك بمفرده سيكتسح كل هذا الفريق سحقا وبالقاضية، فى انتخابات نزيهة وشفافة وديمقراطية ودون أية ضغوط من أى جهة فى الداخل أو الخارج.
إذا استوعبت أيها الناشط الثورى والسياسى المالك الحصرى لكل أدوات الفهم وفى كل المجالات، هذه الحقيقة «المرة» فأهلا وسهلا، وإذا قررت رفضها وركلها بعيدا عن دوائر كهربة مخك، فأنت حر، لكن تبقى هى الحقيقة المؤكدة، والواضحة وضوح الشمس، هذا هو الواقع على الأرض، الذى يحاول أن يتنصل منه كل رموز ونحانيح ونشطاء 25 يناير، بنظرية الضجيج والدوشة والصوت العالى لتقنين الأوضاع، لافتقادهم أى وجود فى الشارع، والدليل أن أبرز من يقود طاحون الضجيج دون طحن «حمدين صباحى» حصل على المركز الثالث فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعد الأصوات الباطلة، وما حصل عليه من جملة نسبة الأصوات 3% فقط، فى فضيحة مدوية، ومن ثم فإن كل رموز 25 يناير ليس لديهم أى أرضية فى الشارع من أى نوع.
المصيبة أنه ورغم أن الأفكار والخطاب الشتام والبذىء والمتعجرف والداعى للفوضى وعدم الاستقرار الذى تبناه النشطاء والمتثورون اللاإراديون، كبدهم خسائر فادحة أبرزها فقدان ثقة الشعب المصرى فيهم، فإنهم مُصرون على تبنى نفس الأفكار التى تسير عكس اهتمام الإجماع الشعبى الجارف الباحث عن الأمن والاستقرار، وجرعات الأمل فى غد أفضل، بعيدا عن السقوط فى شراك الدعوات للمظاهرات والفوضى وإسقاط الأنظمة، وكأن الحياة تنحصر فقط فى إسقاط الأنظمة دون النظر إلى تبعات هذه الدعوات الكارثية على وجود الأوطان على الخرائط الجغرافية.
أيها الناشط المتثور، غير المقتنع بهذه الحقائق وتحاول جاهدا رفض الواقع، دا حقك الكامل، لكن أن تحاول أن تصنع لنفسك شعبية وتأثيرا وهميا فهذا ليس حقك، والفيصل الوحيد هو الشارع، تعالوا نجر تجربة عملية على أرض الواقع، وانزل الشارع فى القرى والنجوع والمدن فى المحافظات المختلفة، لترى بنفسك استقبال الناس لك، لتحكم بنفسك أنك ورفقاء دربك لا تتمتعون بأى شعبية إلا على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال الشير والريتويت الوهمى الذى تتبناه لجان إلكترونية مغرضة، بينما الواقع مرير للغاية.