أكتب قبل أن أعرف من المنتصر فى معركة «ستانلى» بين قطبى الكرة المصرية، ذلك اللاعب النيجيرى المغمور، الذى فوجئ وهو يقضى إجازة فى بلاده، بأنه نجم الشباك فى مصر، وتسبق أخباره مفاوضات صندوق النقد الدولى، وأن قوى خفية تنتظره فى مطار القاهرة، لخطفه والذهاب به إما لميت عقبه أو الجزيرة، لتوقيع عقد الانضمام للنادى الذى ينجح فى الوصول إليه أولا.
وأصبحت «الصفقات السوبر» حديث الصباح والمساء، وأخذت شكل الصفعات الشهيرة فى فيلم «عنتر ولبلب»، وجمهور الناديين يرقص ويطبل فى الحارة، على انغام ستانلى الذى حسم الزمالك المعركة لصالحه، وفجأة يفسد الأهلى الزفة. مؤكدا أنه على رادار الفانلة الحمراء، والمستفيد هو نادى وادى دجلة، الذى هبطت عليه ثروة من السماء.
المشكلة أن كلا من القطبين، لا يبحث عن احتياجاته الحقيقية من اللاعبين، وإنما حرمان النادى الآخر من اقتناصهم، فارتفعت البورصة بشكل مبالغ فيه، وجدتها الأندية الاخرى فرصة، لفرض شروطها والتعسف فى مطالبها، رغم تجارب الناديين المريرة فى المواسم السابقة، بإهدار الملايين فى شراء لاعبين، جلسوا على الدكة وتم الاستغناء عنهم، مثل أحمد الشيخ وأنطوى ومكى وأحمد حسن والحضرى، وقوائم مذابح اللاعبين فى الناديين طويلة.
ويا سعده يا هناه النادى الذى يقع فى مرمى صراع الناديين، فانفتحت خزائن الإسماعيلى الخاوية، لتستقبل عشرة ملايين جنية كاش ثمن مروان محسن، ولولا الصراع الأزلى ما تجاوز سعره عُشر هذا المبلغ، وتستعد خزائن المقاصة لاستقبال تسعة ملايين فى ميدو جابر، ولو انسحب الزمالك من الصفقة فلن يزيد سعره عن مليونين.
مزادات اللاعبين موجودة فى كل أندية العالم، ولكن البورصات هناك عاقلة ومنضبطة، ويحكمها الاحتياج الواقعى للنجوم فى الملاعب، وليس توجيه صفعة للنادى للمنافس، وعندما أصر «ستوك سيتى» على شراء رمضان صبحى، فهو يستثمر المستقبل فى لاعب واعد يبشر بمكاسب عظيمة، بعد صقل خبراته واستثمار موهبته، أما عندنا فقد تهدر الملايين فى لاعبين تجاوزوا السن، دون أن تظهر لهم كرمات، فقط لأنهم دخلوا دائرة الصراع الملتهبة، وكم سيشرب الناديان من الصفقات الفاشلة.