فى توقيت واحد مريب شنت وسائل إعلام غربية هجوما غريبا على مصر لا يعرف سبيه أو تفسيره إلا إذا كانت وراء تلك الحملات أغراضا وأهدافا خبيثة وأموالا مشبوهة وأيادى خفية تدير تلك الحملات من خلف ستائر الشر.
فى توقيت واحد ومن وسائل إعلام نعتبرها، أو هكذا كان ظننا قديما، أنها موضوعية وعريقة فى مهنة الإعلام تنفذ برامج وتكتب تقارير موجهة فقط للشأن المصرى دون غيره، بالتزامن مع احتفال مصر بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة وقرب الانتهاء من مشروعات قومية كبرى خلال أيام وأسابيع قليلة، واستعداد مصر لاستلام حاملة الطائرات الثانية، الميسترال أنور السادات، فى سبتمبر المقبل وتسلم جزء من صفقة الرافال الفرنسية نهاية العام.
الهجوم أيضا يتزامن مع وجود بعثة صندوق النقد الدولى فى مصر لمنح مصر حوالى 12 مليار دولار.
فما السر وراء هذا الهجوم الكبير من التليفزيون الألمانى الناطق باللغة العربية والموجهة للمنطقة العربية خصيصا، دويتشه فيله، ومن مجلة عريقة متخصصة مثل الإيكونوميست البريطانية؟
وما الدافع أن تخصص القناة الألمانية 250 مليون يورو، يعنى أكثر من 2.2 مليار جنيه، وتستقطب بعض الأسماء التى روجت لنفسها بأنها شخصيات «معارضة» لتقديم برامج لا هم لها سوى الهجوم على مصر.
المثير للشك أيضا أن تفرد الإيكونوميست البريطانية صفحات كاملة لنشر مزاعم وأكاذيب عن إفلاس وتخريب مصر وفى هذا التوقيت بالذات مع الاحتفالات ومع مفاوضات صندوق النقد، وهى المجلة المفترض أنها مجلة رصينة رائدة فى التحليل الاقتصادى والمالى فى العالم، تأسست عام 1843 يعنى من 174 عاما، وهو عنوان صادم بعيدا كل البعد عن الحقيقة ويجافى الواقع دون الاعتماد على التحليل الواقعى الذى كنا نظنه فى المجلة ونثق فيها ونحترم تحليلاتها وتقييماتها الاقتصادية.
هل كل ذلك بسبب تغيير فى ملكية حملة الأسهم فى المجلة أم لأموال مشبوهه تم ضخها فى شرايين المؤسسة الصحفية العريقة.
يبقى السؤال الذى يجب البحث عن إجابة له.. هل المواقف العدائية للتليفزيون الألمانى الناطق بالعربية ولمجلة الإيكونوميست يعكس حقيقة المواقف الرسمية لحكومات هذه الصحف والقنوات؟.
يقينى أن الهجوم يعكس قلقا حقيقيا لدى الأيادى الخفية التى تدير تلك الصحف والقنوات وتمولها مما يحدث من بناء وتنمية وتعمير على أرض مصر ومن تسليح جيشها ليصبح من بين أقوى 12 جيشا فى العالم.. فمثلما كانت تفعل إذاعة البى بى سى قديما ضد مصر فى الخمسينيات والستينيات.. تعود هذه القنوات والصحف لتمارس نفس الدور المشبوه... والهدف هو زعيم مصر.