لم أغضب من لاعب الجودو المصرى إسلام الشهابى، لأن منافسه الإسرائيلى هزمه، ولكن لأن شكله كان «وحش» جدا، وهو يسقط على الأرض وديعا هادئا مستسلما، رغم شراسة هيئته وقسوة ملامحه، فتصورنا أنه واد مصرى شارب من لبن أمه، وسوف يعطى الإسرائيلى علقة ساخنة لا ينساها فى حياته، وبالفعل كان منظر الواد الإسرائيلى خايف ومخضوض جدا وركبه سايبه.
يعنى لو شعرنا أن الشهابى قاتل بشراسة حتى النفس الأخير، كنا سعدنا به وهتفنا باسمه، لأن الرياضة فائز ومهزوم، وتقوم على العزيمة والتحدى والإصرار، ولم نشعر بأى من تلك المعانى مع اللاعب المصرى، بعكس البطلة المقاتلة سارة صاحبة البرونزية فى رفع الأثقال، التى كانت ترفع الحديد بكل ذرة فى جسدها، وتكاد عيونها تخرج وعضلاتها ترتعش، فكانت قلوبنا تخفق معها وألسنتنا تدعو لها.
بعكس الشهابى الذى صدمنا منذ اللحظة الأولى، بسبب لحيته المنكوشة الكئيبة، التى فكرتنا بفتوات الشوم والسيوف والجنازير فى مظاهرات الإخوان، لا اعتراض على اللحية فتلك حرية شخصية، ولكن يجب الالتزام بالمظهر اللائق ما دمت تمثل مصر وتلعب باسمها، ولا أدرى أين المشرفون على البعثة ولماذا لا يطبقوا قواعد صارمة فى الالتزام والانضباط؟ ولماذا لم يلزموه بتهذيب لحيته والحرص على السلوكيات الرياضية، وأولها تهنئة الفائز والابتسامة الهادئة، بدلا من الوجه العابس؟!
أما حكاية رفض مصافحة الإسرائيلى، فهى قضية نضالية حنجورية زائفة، يسرف فى استخدامها اليساريون والإسلاميون، مع أنه من المفترض ألا يلتقيان، وخرجت المقالات المفخخة من نوع «لماذا تلعب مع الصهاينة يا إسلام؟»، وبدأ العزف على بكائيات التطبيع والسلام وكامب ديفيد، ورقصت المواقع الإخوانية على الشماتة والوقيعة، ومن أغرب ما كتبه أحدهم «أن السلطة الحاكمة فى مصر، تعتبر إسرائيل شريكا أمنيا وحليفا استراتيجيا مهما، وجاءت مباراة إسلام الشهابى، والتى يشك كثير من المراقبين أنه قد تعرض لضغوط شديدة تمت بأوامر عليا، لكى يشارك فى المباراة ولا يقاطعها».
فيه حاجات غلط كتير فى إدارة المنظومة الرياضية، أدت إلى خروج أخطاء على السطح، شوهت صورة البعثة المصرية، وجعلت حصادنا من الميداليات لا يتناسب حتى مع دولة موز، رضينا بالتمثيل المشرف، والتمثيل المشرف لم يرض بنا.