البرلمان الطرف الأقوى في المعادلات السياسية، وارتكازة محورية وعميقة في جوهرها أسمى القيم الإجتماعية، ومحقق بطبيعة الحال ديمقراطية ما، وفق الخريطة السياسية لأي بلد في العالم.
لكن برلمان 2016 المصري يتجاوز هذا التعريف لأنه يمثل تجاذب الخيوط الأولية لنسيج حضاري من المفترض صناعته بيد مصرية معبره عن كل الشعب أو على الأقل الأغلبية.
خاصة أن نهب وفساد استمر لأكثر من ثلاثين عام في مصر مزق الإقتصاد والسياسة ونفسية أغلب المصريين و أضر بأشياء أكثر.
ثم الخراب الذي حل على يد جماعة جائعة للسلطة "الإرهابية حاليا" والجهلاء و تجار الدين والمرتزقه ومدعين الوطنية والمتشددين والسلفيين والمتطرفين والتكفريين، وبالتطور والإندماج "داعش" الآن في صورها المتغيره.
في وجود رجال يتصدرون المشهد من على منصة إطلاق الجهد في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية، وشعب يحارب على جبهة أخرى "= لقمة العيش".
لذلك كانت أول مباراة سياسية للبرلمان سوف تحقق العدل السياسي، ورضا كل أطراف المجتمع، رضا ما بعد رضا وجود السلطة السياسية التي جاءت برغبة شديدة دفعها إجماع ملايين من الشعب المصري على رجل واحد "المشير عبد الفتاح السيسي" وقد كان، مشهد سوف يشهد له التاريخ ويقف ذات يوم أمامه لوقت.. أليس كذلك؟
برلمان 2016 الأهم على الإطلاق ليبدأ كل مسوؤل في عمله لتتسع رقعة الإنجازات و لن تأتي سوى بالعمل الجماعي، واتخاذ أولويات مشتركة وتنفيذها بحزمة من الأفكار الشابة الطازجة.
ولن يأتي هذا دون مشاركة كل الشعب المصري بحكم أنه الحاكم الأصلي والمهيمن الأصيل على حكم البلاد كما جاء في دستور متفق على وجوده ولن يتعطل إلى وقتنا هذا.
بالعكس لم تُفعل كل بنوده على الصورة التي يحلم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والمصريين الذين مازالوا في أشد الحاجة لمن يحنو عليهم ويرفع عنهم ثقل أعوام تراكمت فيها الكثير والكثير من الإشكاليات الكبرى التي تعوق مسيرة بلد بإشكالية واحدة من ضمن كل إرث الفسادالمتراكم .. فما بال ما نحن عليه؟ رغم المحاولات المستميته لإقامة مشروعات قومية كبرى تنعش الإقتصاد بالتزامن مع حرب ضد إرهاب استنذاف كل هذا الدم.
لا وقت للإختفاء فور وقوع خطأ مهما كان حجمه وتأثيره الخطأ الحقيقي هو عدم الإعتراف بالخطأ والتنازل عن فضيلة الإعتذار التي تفتح باب الديمقراطية ومن ثم طرح البدائل والحلول.
بذلك نكتشف الطريق وتتحدد الأدوار بمشاركة كل الشعب المصري الذي ينتظر اللحظة التي يرى فيها تحت هذة القبة وزير يناقش خطط مستقبلية أمام مجلس يمثل الشعب.. أليس من حقه؟!
ما يفعله قرار وقف البث المباشر أثناء جلسات مجلس النواب، هو وضع قطعة من الظلام أمام أعين الشعب، ولن يرضى بإستخدام أذنه فقط في سماع قرارات المجلس من بعد، وبالتالي تتسع المسافة وينفصل المجلس عن الشارع.. إذن هو غير موجود.