كيف لحاصل على الدكتوراه من باريس أن يجهل تاريخ بلاده ويدلى بمعلومات خاطئة؟!
الدكتور عصام حجى الذى يرى فى نفسه أنه العالم الفذ فى البحث عن المياه فى كواكب المريخ والمشترى وعطارد والزهرة وزحل وأورانوس ونبتون، وغيرها من الكواكب الذى وصفته السيدة الفاضلة جدته «بالسباك المحترف»، وكابتن الفريق الذى سيخوض الانتخابات الرئاسية 2018، وقع فى خطأ جسيم، لا يمكن أن يقع فيه طالب فى حضانة، عندما قال نصا على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» منذ أيام قليلة: مشروع قانون منع الكنائس من وضع الصليب فوقها هو إهانة لكل مسلم ومصرى قبل أن يكون أى شىء آخر.. كيف لنا كمسلمين أن نطلب الرحمة والمحبة ونحن نمنعها عن إخوتنا المسيحيين؟ كيف لنا أن نكون بهذه القسوة فى تغييب ضمائرنا ولا نذكر أن تحت صليب كاتدرائية العباسية عقدت صلاة الجمعة للمسلمين حينما أغلق الأزهر الشريف من مختلف المستعمرين على مر العصور؟
وقال أيضا: «كيف نشعر بالكرامة والعزة وإخوتنا المسيحيين تسلب حقوقهم فى إيجاد مكان آدمى للعبادة ويهزأ بآلامهم لهذا الحد؟ إن صمت كل مسيحى فى مصر صرخة تنادى ضمير كل مسلم صحيح العقيدة.. الصليب فوق كل كنيسة حق لكل مسيحى وشرف لكل مسلم، ثم ختم كلامه بهذا الدعاء: «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا».
عصام حجى «سباك الفضاء العبقرى»، المشتاق للجلوس على مقعد رئاسة مصر، لا يعلم أن كاتدرائية العباسية لم تكن موجودة أصلا إبان أى مستعمر، بما فيها آخر مستعمر وهو الإنجليز، ولم يجهد نفسه عناء التحقق من تاريخ إنشاء مبنى كاتدرائية العباسية الذى تم وضع حجر الأساس له يوم السبت 24 يوليو 1965، وتم الافتتاح رسميا صباح يوم الثلاثاء 25 يونيه 1968، بحضور عدد كبير من الرؤساء والآباء والمطارنة.
ومن المعلوم بالضرورة أن آخر جندى إنجليزى خرج من مصر كان يوم 19 أكتوبر سنة 1954، وذلك فى عهد الرئيس محمد نجيب، بعد استعمار دام 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام، وهنا يظهر بشكل واضح وضوح الشمس فى كبد السماء أن السباك الفضائى العبقرى عصام حجى، ظهر علينا خلال البوست فى ثلاثة أشكال:
الأول، شكل الأمية الشديدة إلى حد الفقر بتاريخ مصر، المعاصر منه قبل القديم، والثانى، الشكل المروج لأكاذيب فجة عن قانون لم يطلع عليه أو يقرأه، ويدعى أنه يمنع إقامة الكنائس دون وضع «الصليب»، والثالث، شكل الباحث عن الإثارة وترويج الشائعات ومحاولة بث الفرقة بين عنصرى الأمة «المسلمين والأقباط».
هذه الخطايا لكابتن الفريق الذى من المزمع أن يخوض انتخابات الرئاسة 2018، تتطلب أن يستعين وبسرعة كبيرة بإنسان مثقف، وقارئ لمئات المؤلفات من أمهات الكتب فى الأدب والاجتماع والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس والفلسفة، وغيرها من العلوم، ما يمكنه من القدرة على المناقشة والحوار، والإقناع بالشىء ونقيضه بكل سهولة ويسر، والإلمام بدقة متناهية بكل شىء، من عينة الأستاذ إبراهيم عيسى، للحصول على رأيه فى أى معلومة قبل أن يكتبها فى «تويتة أو بوست»، خاصة وأن الأستاذ إبراهيم عيسى لديه خبرة كبيرة فى هذا المجال، عندما كان مستشار محمد البرادعى فى كتابة التويتات، وهو ما أظهرته إحدى التسريبات عن مكالمة هاتفية بينهما إبان حكم المجلس العسكرى، وأذاعها «عبدالرحيم على» فى برنامجه الشهير «الصندوق الأسود».
النصيحة غالية للدكتور عصام حجى، الباحث عن المياه فى الكواكب والفضاء، بأن يتحقق من معلوماته بالاتصال ولو تليفونيا بقيمة وقامة كبيرة مثل الأستاذ إبراهيم عيسى، وذلك قبل أن يدونها فى تويتات وبوستات، حتى يتفادى الوقوع فى أخطاء فادحة فى المعلومات والظهور أمام جمهوره «الافتراضى» على مواقع التواصل الاجتماعى، فى صورة سيئة.
ولك الله يا مصر...!!!