هل عشق الأضواء وتحقيق المصالح الخاصة يمكن تحقيقهما على «جثة الوطن»؟
ثلاثة مشاهد حاكمة فى سيناريو مسيرة النائب ورجل الأعمال محمد أنور السادات من بين عشرات المشاهد، تمكننا من تحليل شخصية الرجل بدقة شديدة.
المشهد الأول:
فى بداية مسيرته للقفز على المشهد السياسى، والشأن العام، لم يجد بوابة كبرى يمكن له أن تختصر وتوفر له عناء السير أياما وشهورا وسنوات طويلة لبلوغ ما يتمناه، سوى بوابة اسم عمه «الرئيس الراحل أنور السادات» للالتصاق باسمه.
وبالفعل بدأ محمد عصمت السادات، حذف اسم والده «عصمت» من اسمه عند تقديم نفسه لأى شخص أو مسؤول أو شخصية عامة أو مؤسسة جماهيرية كانت أو رسمية، وتقديم نفسه فقط باسمه الحالى «محمد أنور السادات»، للتأكيد بأنه ابن للراحل العظيم الرئيس محمد أنور السادات.
ومن هذه النقطة، أصبح محمد بجانب شقيقه المغفور له طلعت السادات يقدمان أنفسهما باعتبارهما من أسرة السادات، يجلسون أمام كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، للإدلاء بأرائهما عن حياة الرئيس الراحل، بطل الحرب والسلام، فى المناسبات المهمة وعلى رأسها احتفالات ذكرى انتصارات أكتوبر، أو فيما يتعلق بأى أمر من أمور أسرة الرئيس الراحل، وهو ما أغضب بشدة السيدة جيهان السادات وأبنائها، وعلى رأسهم جمال السادات، وأعلنوا رسميا أنه ليس من حق أى شخص يتحدث باسم والدهم محمد أنور السادات، سوى أبنائه فقط، وحدث سيجالا كبيرا بين أبناء عصمت، وبين أبناء الرئيس الراحل، وتصاعدت الأمور حتى وصلت للمقاطعة.
المشهد الثانى:
عندما وصل الإخوان للحكم فى سنة سوداء من تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، هرول محمد أنور السادات لحجز مقعدا فى مجلس الجماعة، حتى يتسنى له الجلوس على مقاعد الاجتماعات فى قصر الاتحادية فى وجود محمد مرسى العياط.
وفى ظل براجماتية محمد عصمت السادات، تمكن من المشاركة فى مؤتمر الفضيحة والعار «المؤامرة على إثيوبيا لمنع بناء سد النهضة»، وكَون الإخوان متآمرين بالفطرة، وعديمى الفهم، قرروا إذاعة «المؤامرة» على الهواء مباشرة، حتى ترى إثيوبيا وتتابع الخطة لتستعد وتتخذها وثيقة ضد مصر تبتزها بها فى المحافل الدولية، وهو ما حدث بالفعل.
رأينا محمد عصمت السادات، يشرح كيف لطائرتين تنطلقان لضرب سد النهضة، وكيف يمكن لمصر شراء ذمم من المعارضة الإثيوبية لتنفيذ المخططات المصرية الإخوانية الهدامة، وتدثر الرجل وهو يشرح خطته أمام المعزول محمد مرسى العياط، برداء زعيم عصابات المافيا، بجانب الأطروحات الأخرى العجيبة التى شهدها الاجتماع التى وردت على ألسنة خبراء القلوووظ أيمن نور وعمرو حمزاوى.
المشهد الثالث:
قرر محمد عصمت السادات خوض الانتخابات البرلمانية الماضية، وتمكن من الفوز بالفعل بعضوية مجلس النواب، وخاض الانتخابات على رئاسة لجنة حقوق الإنسان ونجح أيضا، ونظرا أن معظم أعضاء البرلمان يساندون بكل قوة الدولة الوطنية، ويعلمون المخاطر الجسيمة والمؤامرات التى تحاك ضد مصر، قرر محمد عصمت السادات أن يسلك طريق المعارضة إمعانا فى تصدر المشهد العام، وأن يكون تحت بؤرة الأضواء والشهرة، ومن المعلوم بالضرورة أن الضمان الحقيقى ليبقى تحت بؤرة الأضواء، هو السير عكس اتجاه اهتمامات الناس، والاختلاف «عمال على بطال» بحق أو بدون مع سياسات وقرارات الحكومة.
لذلك فإن «السادات» قرر أن يظهر أمام الجميع باعتباره المناضل الوطنى ضد الدولة الفاشية، وسافر للخارج للجلوس فى اجتماعات مؤسسات تبحث فقط عن وضع الخطط لتشويه الأوضاع فى مصر، مثلما جلس الرجل من قبل فى مؤتمر الفضيحة والعار «المؤامرة على إثيوبيا».
وبعد اكتشاف أمره، وماذا ناقش مع تلك الجهات، بصفته برلمانيا مصريا، سافر رغم عدم حصوله على موافقة من البرلمان، قرر وبحركة استعراضية، تقديم استقالته، فى عملية مزايدة رخيصة وسمجة لعدة أسباب، أبرزها أن استقالة الرجل قبل ساعات من انتهاء دور الانعقاد الأول للبرلمان، ومن ثم فإن فترة رئاسة كل رؤساء لجان البرلمان وفقا للائحة تنتهى رسميا، وعند بدء دور الانعقاد الثانى، تبدأ انتخابات جديدة لرؤساء اللجان.
إذن استقالة «السادات» مسرحية استعراضية هزلية هابطة، لا قيمة لها لانتهاء فترة رئاسته من لجنة حقوق الإنسان رسميا، ونسأل إلى هذا الحد عشق الأضواء، والمصالح الخاصة، يمكن تحقيقهما على «جثة الوطن»؟؟ اترك الإجابة للقراء الأعزاء!!