الجوهرى - رحمه الله - لا يمكن أن يتحول لمجرد ذكرى.. تمر، ويوم سنوى نحتفى فيه بما حققه طوال تاريخه من بطولات، لم يكن يتعامل معها باعتباره غايته، بل كان رحمه الله يحسبها وسيلة.. أو ضمن وسائل عديدة، قال إن مصر جديرة بمكانة عريضة إذا تحولت الرياضة وكرة القدم تحديداً إلى صناعة!
جنرال الكرة المصرية والعربية والأفريقية.. والمصنف ضمن قائمة الـ«15» عالمياً على مشواره، وليس عن بطولة واحدة.. أو حقبة من الزمن.. وضع بذرة الاحتراف فى العام 1988، عندما تم استدعاؤه لتولى الإدارة الفنية لمنتخبنا عقب الإخفاق فى الوصول لكأس العالم وكان وقتها يلقب بـ«سانتانا» العرب.
الاسم الكودى «سانتانا» هو اسم المدرب البرازيلى الكبير.. الذى خلفه الجوهرى فى تدريب أهلى جدة السعودى، حين استدعاه الاتحاد البرازيلى ليقود منتخب بلاده الذى قدم كرة قدم أبهرت العالم وقتها.
«سانتانا» البرازيل قاد فريق فالكو.. وزيكو وجونيور.. فأبهر العالم فى كأس العالم 1988 رغم خروج البرازيلى.. لهذا أصبح البديل العربى المصرى محمود الجوهرى هو «سانتانا» العرب!
• يا سادة.. الجنرال الذى كان حلمه تطوير الكرة فى بلاده.. لم يسعفه من أدار الكرة المصرية لصالح «الحاكم» ليحقق آمال شعبه!
نعم.. يكفى أنه فى العام 1988، شرع فى حوار الاحتراف الذى بدء عام 1990.. لكن أصحاب المصالح حولوه لاحتراف وهمى يترك.. لاعبون ومدربون يقبضون دون تقديم شىء!
رفض الرجل - رحمه الله - أن يكون اللاعب طالب ومجند.. وأن يتم الاستعانة بمدرب لديه ورقة مختومة من إدارة شركة أو مؤسسة بأنه «متفرغ» من عمله.. فهل هذا احتراف!
• يا سادة.. الجوهرى رفض رفضاً باتاً أن تكون هناك أندية شركات!
لكن لم يسمعه أحد.. الجنرال - رحمه الله - أكد أن الشركات بلا جماهير.. ولا نجوم.. فمن ذا الذى سيشترى الشعار و«التيشيرتات» والكوفيات، وقبل كل هذا تذاكر الدخول!
أما عن وجوب وجود الكرة وكونها وسيلة إعلانية فكان رده: «هذه المؤسسات عليها بشراكة استثمارية مع الفرق الشعبية.. كأن تضع شركة بترول شعارها على الترسانة مثلاً.. وأخرى على المنصورة.. وكذا المصرى والاتحاد والإسماعيلى»!
كان حلمه أن تعود هذه الأقاليم بعبعا للكبار وتدر أرباحا!
• يا سادة.. حتى عن منشآتها قال «تصبح معامل إنتاج ناشئين فتربح وترفع عن كاهل الدولة عدم وجود ميزانيات لبناء أندية ومراكز شباب وتصبح مقارها وبنيتها التحتية مفتوحة للاشتراكات!
الجوهرى الذى أعرفه وأفتخر بالاقتراب منه فى بداية الطريق للخدمة فى بلاط صاحبة الجلالة.. أعطى سمير زاهر «239».. ورقة عن الاحتراف حين استدعوه مديراً فنياً للاتحاد المصرى!
• يا سادة.. سمير زاهر أعطاه الله الصحة والعافية.. قال لى «إن هذه الأوراق هى النقلة التى تحتاجها كرة القدم لتصبح صناعة ويقترب الدورى من رقم «مليار جنيه» ثمناً مبدئياً له».. فماذا حدث!
المصالح تعارضت.. لأن الرجل طلب مسابقة تحت 23 سنة مثل عالم الاحتراف.. يعنى «الفريق الثانى» كما فى كل العالم.. سيعيد اللاعب ضبط وجوده بفرصة أخيرة.. بدلاً من التحول لمرتزق.. يذهب لهذا النادى بـ100 ألف وغيره، وغيره ويصبح رقم المليون مربحاً له.. لأنه سيدر عليه وعلى أسرته البسيطة فوائد تقترب من 10 آلاف جنيه وقتها تغنيه سؤال اللئيم!
• يا سادة.. الأحداث كثيرة.. سنعود لها معكم فى ملف الاحتراف الذى لن يدفن مع الجوهرى!
لكن الآن.. يتعاظم الأمل مع وجود المهندس هانى أبوريدة رئيساً للاتحاد.. لأن كليهما الجنرال - رحمه الله - والمهندس أمده الله بالصحة والعافية كانا الأقرب فكراً واندماجاً مع احترامى لعلاقتهما بسمير زاهر.. الذى كان يحب مراضاه السلطان وقتها.. رغم أن «السلطان».. كان يعشق الجوهرى، لكنها الفوضى وعدم الاكتراث بالتحديث.. والجوهرى وأبوريدة كانا رافضين!
• يا سادة.. الآن طالبوا معى هانى أبوريدة بالعودة لما عاصره مع الجوهرى، بل ووضع يده معه فى هذا الملف المهدر.. خاصة أنه ينوى التطوير والتغيير، ياللا بينا نقول لأبوريدة لابد أن تحيى ذكرى الجوهرى.. أنت الأقرب والأكثر قناعة بها.. وتذكر يوم اقتنعت بما نقله لك عن التجربة «الغانية» وهى ماثلة أمامنا الآن.. وكيف لم تستطيعا تنفيذ صورة مطابقة بعد حروب أصحاب المصالح.. الجوهرى باقٍ معنا.. وأبوريدة يبعث على الأمل.. ياللا بينا بقى!