تحركات مكثفة، مغلفة بكل أوراق السرية، تجرى على قدم وساق، سواء فى الداخل أو فى الخارج ما بين لندن وواشنطن، جميعها يَصْب فى اختيار شخصية للدفع بها فى انتخابات الرئاسة 2018، فى مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الاجتماعات والمشاورات بدأ تكثيفها، عقب فشل فكرة الفريق الرئاسى التى طرحها الدكتور عصام حجى، عبر حواره الشهير فى التليفزيون العربى، الذى تموله قطر، ويتحدث بلسان جماعة الإخوان الإرهابية، ولم تلق قبولا كبيرا فى الشارع، بجانب عدم قناعة عدد كبير من نخب 25 يناير بفكرة تشكيل فريق رئاسة يخوض الانتخابات الرئاسية واصطدامها مع الأعراف الانتخابية والسياسية المستقرة فى دول العالم.
بجانب أن عصام حجى، وبفتح أحضانه علنيا لجماعة الإخوان، وترحيبه بالعمل سويا، ثم تصريحاته العدائية للقوات المسلحة المصرية، التى تتمتع بثقة المصريين، وخارج المنافسة الشعبية مع أشخاص أو جهات أو كيانات أخرى، لاقى رفضا وسخطا شعبيا كبيرا، ويعد اصطداما مبكّرا ينبئ عن خسارة فادحة، ناهيك عن إقامته خارج مصر وعدم امتلاكه الكاريزما التى تثير اهتمام والتفاف الناس حوله، لذلك كان البحث عن شخصية أفضل وأقوى تقيم فى مصر وتتسم بالرزانة السياسية والفكرية، ولاقت قبول قطاع من المصريين.
ووجد فريق 25 يناير فى الدكتور مصطفى حجازى المستشار السياسى للرئيس المؤقت عدلى منصور، ضالتهم التى يمكن تجهيزها ومساندتها بكل قوة، للدفع به فى الانتخابات الرئاسية 2018، لعدة أسباب من وجهة نظرهم:
الأول: إن الدكتور مصطفى حجازى يمكن الترويج له باعتباره يمثل الثورتين 25 يناير، و30 يونيو، واكتسب خبرة قوية فى الفترة التى كان فيها بقصر الاتحادية بجوار، رئيس مصر المؤقت عدلى منصور، مكنته من وضع بذرة مهام رجل الدولة فى فترة هى الأصعب فى تاريخ مصر.
الثانى: إنه يلقى قبولا على كل الجبهات، من نشطاء وثوار ونخب 25 يناير، وقطاع من 30 يونيو، بحانب دعم البرادعى له ومساندته ليلقى قبول أمريكا والغرب، وفى كل الأحوال، فإن واشنطن والعواصم الأوروبية ستقبل بأى منافس للرئيس عبدالفتاح السيسى من خارج المؤسسة العسكرية.
الثالث: إن الدكتور مصطفى حجازى أثبت من خلال المؤتمرات الصحفية التى عقدها فى قصر الاتحادية أنه متحدث لبق، يمتلك أدواته السياسية، ورزين، من الصعب أن تدفع به فى مسارات الاستفزاز والخروج عن الشعور.
الرابع: إنه بالمقارنة بينه وبين عصام حجى، تبين اكتساح مصطفى حجازى، على كل المحاور والأصعدة المهنية والسياسية والقبول بين الشباب الثورى، وقطاع من المصريين، وقدرته على الإقناع، مع ترك عصام حجى يلعب دورين مهمين، الأول كاسحة ألغام لتطهير الطريق أمام مصطفى حجازى، واعتباره مقياسا يمكن قياس توجهات الشارع وأبرز أدوات النقد الموجهة له، لتلافيها، والثانى، الاستفادة منه «كاستبن» فى حالة وقوع حادث ما، أو أمر يستجد فى المستقبل.
وبالفعل بدأت الاجتماعات والمشاورات بكثافة، غير طبيعية، وكأن الانتخابات ستجرى غدا، ووضع خطط تسهم فى فوز مصطفى حجازى، بدءا من سيناريو نشر الشائعات، والتشكيك فى كل إنجاز، وتبنى ملف ارتفاع الأسعار، والأزمات المفاجئة فى بعض الخدمات المهمة، وتوظيفها لصالح مرشحهم، وإبعاد المرشح عن دوائر الضوء خشية حرقه مبكرا، والدفع به فى ساعة الصفر الحاسمة بعد الانتهاء من كل الترتيبات والاستعدادات السياسية.
أيضا، بحث طرق ووسائل الترويج للرجل فى قرى ونجوع ومدن محافظات مصر المختلفة، خاصة فى الوجه البحرى والصعيد، وهى المحافظات التى لها دور الحسم فى العملية الانتخابية.
الملاحظ هنا، وهى نقطة نظام، أن كل من كان يعمل فى ناسا، ويقرر خوض انتخابات الرئاسة، يتم وضعه «استبن» بدأت بمحمد مرسى العياط، ثم عصام حجى، وربما يخرج علينا «جهبوذ» من جهابذة الثورة ليؤكد أن الاستبن فأل جيد، حيث فاز فى المرة الأولى، ولذلك يمكن فوز «الاستبن» عصام حجى فى المرة الثانية، وهنا أقول للجهبذ، ضع فى حساباتك، الظرف الزمنى، والأحداث التى تمر بها البلاد، والزخم السياسى، وعوامل أخرى كثيرة، وقارن بينها وبين بعضها البعض، لتصل إلى نتائج منطقية.