محمد الأحمدي يكتب : مفيش مستحيل

لست أدري ،من أين أبدأ إذا ساعدني قلمي في الكتابة عن هذا الموضوع ،فلن تساعدني كلماتي ،وإن ساعدتني كلماتي فلن أعطي هذا الموضوع حقه ،فمهما تكلمت وتكلم الأدباء والشعراء ،فلن يعطوه حقه ،فدائما نسمع كلمات العزيمة والإصرار والطموح في الحصة المدرسية ،أو في المسلسلات الدرامية أو الأفلام السينمائية أو المؤتمرات والندوات ،ولكن عندما نمر بهذه التجربة شخصيا نشعر بلذة أخري ،وطعم آخر للنجاح ،فدائما الإنسان الناجح هو وحده الذي يعرف قيمة نجاحه ،ويعلم جيدا المخاطر التي خاضها من أجل الوصول إليه .

حديثي في هذا المقال ،ليس تقليلا من حجم الضحايا الذين توفوا في مركب رشيد ،أو غيرهم من ضحايا الهجرة غير الشرعية ،في أي بلد من البلدان العربية ،وليس إتهاما واضحا لهم بالتقصير، ولكنه إشارة إلي أن العزيمة الواضحة والإصرار الأكيد علي تحقيق الهدف مع الإيمان بالله عز وجل ،و الأخذ بأسباب القضاء والقدر ،يستطيع الفرد أن يكسر حاجز المستحيل ،فهناك الكثير من النماذج الناجحة في المجتمع ،وصلت إلي أعلي وأرقي المناصب نتيجة تعب كبير وجهد عظيم ،لذلك أريد أن أوجه بعض النصائح للشباب العربي عموما وللشباب المصري خصوصا ،أن الإنسان لديه طاقة وقدرة عقلية وبدنية إذا أستثمرها فيما هو مفيد ،فسوف ينفع نفسه وبلاده ويساهم في تكوين مجتمع ،فالسوريون والفلسطينون الذين عانوا ويلات الحروب والدمار والخراب والقتل والترويع ،وجاءوا إلي مصر ،لم ييأسوا ولم يتملكهم الإحباط ،بل أعلنوا التحدي في مواجهة متاعب الحياة ،وعملوا بالكثير من المهن والحرف ،واستطاعوا أن يجدوا قوت يومهم ،وما يمكنهم من العيش برغد ورفاهية في بعض الأحيان ،ولم أتعجب مطلقا عندما أقرأ خبرا لأحد اللاجئين السوريين الذى أصبح لديه سلسلة مطاعم في القاهرة أو في الجيزة أو يمتلك عمارات .
وإذا نظرنا إلي حالنا علي الرغم من الأزمات التي نعانيها والصعوبات التي نواجهها ،نجد أننا أفضل من بلدان كثيرة ،أعلم جيدا أن الشباب المصري عندما يتخرج من الجامعة ولا يجد وظيفة أو فرصة عمل ييأس ،ولا يستطيع أن يتزوج أو يكون أسرة أو يعتمد علي نفسه ،ولكن لابد أن تعلم جيدا أن العمل بأي حرفة أو مهنة لا يقلل مطلقا من قيمة الإنسان ،فالرسول الكريم ،صلي الله عليه وسلم ،عندما قال للصحابي ،معاذ ابن جبل ،عند شعوره بالخجل من مصافحته ،صلي الله عليه وسلم " هذه يد يحبها الله ورسوله " ،إننى لا ألقى اللوم في مقالي هذا على الشباب فقط ،وتفكيرهم ،ولكن الحكومات الناجحة ،هي التي تستفيد من الشباب وتعمل علي تنميتهم والاستفادة من أفكارهم ،وطاقاتهم ،فوزارة الشباب والرياضة التي تقوم بعمل الرحلات والندوات والمعسكرات للشباب ،يناقشون معهم طرق لحل أزمات المجتمع ،فيقدم هؤلاء الشباب أفكارا أكثر من رائعة ،ولكنها تقابل في النهاية ،بأن تكون حبرا علي ورق ،ويرسل مسئول الندوة أو المؤتمر تقريرا بالأفكار للوزارة ،ليثبت أنه قد أدي مهمته فقط ،ويتم اعتمادها وإرسال الصور والأحداث والفعاليات لوسائل الإعلام والصحف، ولا نبحث عما يتم صرفه من أموال علي هذه المعسكرات ،وما يكلف الدولة من أموال وبدلات ،بغرض الشو الإعلامي ،فكيف نلوم شبابنا ،ونحن نسخر من أفكارهم ،وأين فتح قنوات الاتصال والتواصل عبر مواقع التواصل الإجتماعي ؟

وما دور مراكز الشباب والرياضة فيما تخرجه من أبطال يشاركون في المسابقات الدولية ؟

وعلي الرغم مما يحدث في مجتمعنا ،أري أن هناك بصيص من الأمل والنور ،ولابد أن ننظر دائما للنماذج الناجحة ،وأن نأخذ منهم العبرة والقدوة والمثل الأعلي ،وأن نحارب اليأس ،ونعلن التحدي ،ونعلم جيدا أن الرزق يكتب للإنسان قبل ميلاده وخروجه للحياة الدنيا، وأن نعزز إيماننا بالله عز وجل ،وأقولها بكل فخر " مفيش مستحيل ".





الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;