إذا عرف السبب بطل العجب!.. فمع كل التباين والتنافس بين المرشحين الأمريكية (ترامب - وكلينتون) والاختلافات الكبيرة بين كل منهما... بين النوعية، والخلفية السياسية، والأسلوب والأداء... ألخ، إلا أنهم اتفقوا فى النهاية على شىء واحد مهم ..ضرورة تقديم الطلب باللقاء مع سيادة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته فى الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ؟! ولإلقاء بتحليله كان يحمل هدف للتعارف عن قرب، والتباحث والتشاور فى أهم ملفات المنطقة التى قد تنتظر أحد المرشحين بعد أقل من خمسين يوما ..ما يؤكد أن مصر وقيادتها الحكيمة وبسياستها الثابتة نجحت بالفعل أن تفرض أمرا واقعا على الأرض يعيد لها شرعية فى الحسابات من جديد.. ففد استعادت الدور المحورى الذى يتصف بالخبرة وبالأهمية، والكثير من الحرفية فى التحرك، والخبرة فى المعلومات، والاعتدال فى الرؤية بعيدا عن التطرّف والمزايدات .
كما تحولت مصر، اليوم، بإرادة هذا الشعب وقدرة الجيش، لرقم صعب على الخريطة المرسومة فلا يمكن اليوم تجاهله أو حتى محاولات الاستهانة به وفرض جماعة أو حزب لذلك حرص الطرفان بالفعل على اللقاء والتأكيد على أهمية التعاون، والمصالح المشتركة، بينهما، وضرورة التنسيق بين البلدين فى المرحلة القادمة.. من مكافحة الإرهاب، إلى عدد من الملفات الأساسية لاستقرار المنطقة.. النتيجة "تحيا مصر" مهما حاول البعض من تجريدها من قدرتها وأدوارها لتكون جمهورية مقعدة، وغير فاعلة.
ربما تضررت مصر كثيرا اقتصاديا لكنها لم ولن تموت فقد تصدى لها الشعب والجيش، فأصبح الدور المصرى دورا مرغوبا للمشاركة فى الحل وليس دورا مفروضا للمقايضة على الحل.. ربما نصرخ ونشتكى من الهموم اليومية، ولكن ليس بالكتلة الحرجة وحدها، هى من تدرك أنها نجحت فى إسقاط المخطط لكن أيضا ممثلى الحزب الديمقراطى والجمهورى المرشحين المتنافسين على الرئاسة الأمريكية... فاحترم واعترف بذلك كل منهما اليوم بقدرة ونجاح هذه التجربة المصرية لتأتى كلمة الرئيس بعدها من على أهم منبر دولى لتؤكد دعوة مصر للإنسانية، والحرص على عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية... ووجه الرسالة لإسرائيل وحدها، وللاستقرار على حدود مصر فى ليبيا، ووقف النزيف فى سوريا.. وتأكيد الحرص على سرعة الحل فى اليمن.. وحماية أمن الخليج ودور إيران السلبى فى المنطقة.. وتفعيل مجلس السلم والأمن الأفريقى.. إلخ.
لذلك إذا اختلف العالم فى وجهات النظر السياسية لا شك أنه يتفق على أهمية مصر ودورها المحورى على الأقل بسبب تراكم الحضارات على أرضها، مما فتح التمدد والتنوع فى أدورها بعدة وجوه.. فهل سيكون الرد هو دعم مصر واقتصادها فى الأيام القادمة، أم الاستمرار فى محاولات أضعافها واستفزازها.. وربما نشهد تحول أو تبدل فى المواقف الصعبة إقليميا والتحدى عربيا، فهى أيام تحمل لها الكثير من العجب داخل المرحلة الحرجة القادمة؟!