كيف لأشخاص هددوا بحرف البلد أن يخرجوا بغلظ عين ليطالبوا بثورة لصالح الغلابة؟
اتحاد ملاك ثورة يناير، قرروا العيش فى شرنقة الثورة، وأن مجرد الخروج من هذه الشرنقة، يعنى الموت، متشبهين فى ذلك، بالأسماك التى تعيش فى الماء، وبمجرد الخروج منها تموت.
كما حولها الأغلبية من النشطاء والنخب الفاسدة، والحقوقيين، إلى "دجاجة تبيض ذهبا"، حيث حققت لهم الشهرة، والمال، وأصبحوا نجوما تتصدر صورهم صدر صفحات الجرائد القومية، قبل الخاصة، وشاشات التلفزيون المصرى، قبل القنوات الفضائية الخاصة، كما جربوا مذاق الجلوس فى قصور السلطة، والسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، والجلوس مع المسئولين هناك، مثلما جلسوا مع هيلارى كلينتون عندما كانت وزيرا للخارجية.
كما تضخمت ذواتهم، من كثرة كلمات الثناء والإطراء، بأنهم الثوار الأطهار الأنقياء التى تتجاوز قاماتهم، قامة جيفارا، وأنهم أتوا بفعل عظيم، يعد الاستثناء فى التاريخ، ليس له مثيل، وغير قابل للاستنساخ، فتضخموا، تضخم الوحش، دون أى حيثية، وعلى النقيض لشخصيتهم الحقيقية، المتمثلة فى سطحية شديدة فى التفكير، ومراهقة أشد فى خطابهم الذى اعتمد على قاموس شتام وبذئ وقليل الأدب، ودعما مطلقا لجماعة الإخوان الإرهابية للوصول للحكم، ودشنوا للفوضى، وأظهروا كراهية مطلقة لجناحى أمن وأمان واستقرار البلد، الجيش والشرطة، بجانب إهانة القضاء.
هؤلاء، لا هم لهم إلا إسقاط البلاد فى وحل الفوضى، ولا يعنيهم لا مصلحة البلاد، ولا العباد، ويظهرون أمام الناس بشعارات الخوف على الوطن، والمطالبة بحقوق البشر من عيش وحرية وكرامة إنسانية، والحقيقة، أن عيشهم كان بطعم العلقم، وحريتهم، قتل ودمار وتخريب، وتسليم البلد لجماعات إرهابية، ارتكبت كل الجرائم من حرق وتفجير وتدمير وقتل وتمثيل بالجثث وخيانة واستدعاء الأعداء للتدخل فى الشأن الداخلى.
هؤلاء، تسببوا فى إضعاف مصر، إقتصاديا، وسياسيا، وأطلقوا الكلاب المسعورة من الأعداء للتعدى على أمننا القومى، من حماس وإسرائيل، لداعش، وأثيوبيا ببناء سد الكارثة، وتجرؤ قطر وتركيا وإيران، وهى الدول التى كانت لا تستطيع أن تنبس بشطر كلمة "تعدى وإهانة" لمصر.
ورغم كل مصائبهم لم يرتدعوا واستمروا فى غيهم، وغرورهم وانتفاخهم الوهمى، وعدم الاعتراف بأنهم كانوا أكثر خطرا على الوطن من كل أعدائه، وأنهم لم يقدموا نموذج واحد، مفيد للمصريين، سوى الجوع والخوف والقلق من الغد، ومعاناة الناس من ارتفاع الأسعار، بسبههم، لأنهم قضوا على السياحة وتسببوا فى إعادة المصريين العاملين فى ليبيا واليمن وسوريا، عندما قدموا نموذج "ثورة الدمار والخراب" لهذه البلاد.
والآن يخرج علينا هؤلاء من جديد يدعون لثورة جياع 11/11 ، والغريب فى الدعوة، أن المسمى هو المتغير الوحيد، بينما نفس العناصر والأشكال والوجوه هى هى، من الإخوان للحركات الفوضوية لاتحاد ملاك يناير، ثورة "البقرة الحلوب المقدسة"، مستخدمين هذه المرة شعارات غلاء الأسعار، ونشر اليأس والإحباط، والتسخيف والتسفيه من انجازات النظام الحالى، ومحاولة تعطيله.
بل الأخطر أنهم طرحوا مناقشة علنية على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" عن خطط المواجهة فى حالة تدخل الجيش لاخماد الثورة، وهل يمكنهم أن يكرروا النموذج السوى؟ ووظفوا تصريح السيسى بأن جيش مصر لم تشغله معركة البناء، عن معركته الحقيقية فى حفظ أمن وأمان البلاد، وأن لديه الخطط الكفيلة بنشر الجيش فى طول البلاد وعرضها خلال 6 ساعات، ففرغوا التصريح من مضمونه الحقيقى إلى تحذير لقمع أية تظاهرات، وهو قلب فج وحقير للحقائق، لأن السيسى قالها فى سياق حماية الأمن القومى بمفهومه الشامل من أية أخطار تهدده، ورسالة طمأنة بأن الجيش لم ترهقه معركة البناء، وأنه جيشا قويا قادر على حماية الحدود.
خذ مثلا، شادى الغزالى حرب، وهو بالمناسبة ابن شقيق الدكتور أسامة الغزالى حرب، أحد أبرز رجال الحزب الوطنى، وجمال مبارك تحديدا، والذى كان عضوا بمجلس الشورى لمدة 12 سنة كاملة بقرار من مبارك، يخرج علينا لمناقشة تدخل الجيش لإخماد ثورة الجياع 11/11.
شادى الغزالى، هو بطل تسليم البلاد للإخوان، والذى ظهر فى موقعة "فيرمونت" الشهيرة بجانب رفاقه الثوار وحركة 6 إبريل، جنبا إلى جنب مع البلتاجى ومحمد مرسى، للتهديد والوعيد بإحراق مصر لو فاز أحمد شفيق، وكان بطلا فى كل أحداث الموت والدم، من أحداث مجلس الوزراء لمحمد محمود الأولى والثانية للعباسية، إلى أخر هذه الأحداث الدامية، فكيف لأشخاص هددوا بحرق البلد، أن يخرجوا بغلظ عين نادر ليطالبوا بثورة لصالح الغلابة؟
ونسأل كيف لهؤلاء الذين تسببوا فى كل هذا الدمار الذى لحق بالبلاد، يخرجون علينا من جديد ليدعو لثورة جياع؟ إذا كان هم السبب فى كل الانهيارات ولولا الجيش المصرى ثم السيسى لكان مصير مصر أسوأ كثيرا من سوريا وليبيا واليمن، فهل من المنطق والعقل أن يقودوا ثورة لصالح الغلابة؟ وكيف لنفس الوجوه والأشكال أن تحتكر المشهد وتطالب بالتغيير بالثورات ولا تنشد التغيير بالعمل إذ أن من المعلوم بالضرورة أن الدول لا تتقدم إلا بالعمل والجهد والعرق والتفانى والتضحية وليس بالثورات والقتل والتدمير؟ ولماذا لا يتغيروا هم أنفسهم وكأن مكتوب علينا أن نرى نفس الوجوه العكرة وكأن التغيير يطول الأنظمة فقط بينما المخربون يجثمون على صدورنا طيلة الحياة؟
وأترك الإجابة للسادة القراء المحترمين...!!!