يا للعجب.. المتصدرون المشهد من نخب مثقفة وثورية وسياسية هم أكثر الناس تصديقاً لسائق «التوك توك»
لكى تتعرفوا على الحالة التى وصلنا إليها من التردى فى مفاهيم كل القيم، فى الآونة الأخيرة، انظر كيف تحول «سائق توك توك» إلى واعظ له مصداقية كبيرة بين سكان العالم الافتراضى «فيس بوك وتويتر»، وبعض وسائل الإعلام، فى حين تتوارى مصداقية أبرز العلماء المصريين، الدكتور فاروق الباز، والمهندس العالمى هانى عازر، والخبير الاقتصادى محمد العريان، وغيرهم من العقول التى لا تعد ولا تحصى، الواثقة من أن مصر تضع أقدامها بقوة فى الطريق الصحيح للسير بكل ثقة نحو المستقبل.
أيضا، لكى تتأكدوا أن تأزم الأمور ليس عفويا، أو صدفة، أو حتى قدريا، وإنما هى أمور مرتب لها بدقة، ماذا وإلا كيف لسائق «توك توك» يخرج علينا فجأة، لُيصدر أفكارا سوداوية بطريقة تمثيلية مكشوفة، ومصحوبة بموسيقى تصويرية حزينة، تؤثر فى مشاعر فرقة «عاطف ومتعاطف لاإرادى»، عن البلد التى تنهار، وتتقزم، ولا تجد بسكوت «لوكر»، فينتشر انتشار النار فى الهشيم بين القاطنين فى العالم الافتراضى، بينما يخرج الدكتور فاروق الباز فى حوار واضح وصريح مع الإعلامى عمرو أديب، مساء أمس الأول، ليدلى بتصريحات مهمة، عن المشروعات القومية، فلم يسمعه أو يتعاطى معه أحد.
كنا قبل 25 يناير نعيب على «مبارك» ونظامه عدم استعانته بالعلماء المصريين الذين يتبوءون مكانة دولية سواء فى أوروبا أو أمريكا، واعتبارها خيانة، وعندما جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى واستعان بمعظم هؤلاء العلماء من فاروق الباز وأحمد زويل «قبل رحيله»، وهانى عازر ومحمد العريان، وغيرهم، وشكل مجلس استشارى يبحث مشاكل مصر ويضع الحلول لها، وبدأ ينفذ الخطط لنهضة البلاد، وجد معارضة «توكتوكية» حاشدة ضده، وتشكيكا فى هذه المشروعات.
الدكتور فاروق الباز، قال ردا على المعارضة «التوكتوكية»، المناهضة للمشروعات التنموية الكبرى التى ستشكل العمود الفقرى للاقتصاد المصرى: «كل واحد يخرس»، وأكد على أنه لا تراجع عن الاستمرار فى إقامة المشروعات القومية الكبرى، لأنها الحل الوحيد لنهضة وازدهار الاقتصاد المصرى، خاصة مشروع ممر التنمية، موضحا أنه لا تقدم ولا نهضة لأى اقتصاد فى العالم دون مشروعات بنية تحتية قوية.
فاروق الباز، وهو من هو، قيمة وقامة علمية كبيرة، أكد أن المشروعات القومية الكبرى، طوق النجاة الحقيقى لمصر، والقاعدة التى ستنطلق منها نحو التقدم والازدهار، كما أكد المهندس العالمى هانى عازر، أن مشروع أنفاق قناة السويس ستحدث طفرة كبرى فى ربط الدلتا بسيناء، وسيختصر زمن الوصول لأرض الفيروز إلى 20 دقيقة فقط، بينما يرى سائق «التوك توك» أن كل هذه المشروعات لا قيمة لها.
ويا للعجب، يتم تصديق ما قاله سائق «التوك توك»، ولا يُلتفت بما قاله علماء مصر، الذين يتمتعون بشهرة عالمية كبرى، فهل عرفتم سبب انهيارنا الفكرى والتوعوى والعلمى؟
كما تكشف المعارضة «التوكتوكية» أن الذين يتصدرون المشهد، ويدعون الثورية، والنخب المثقفة، الباحثين عن الديمقراطية والحرية، وتقدم الوطن، هم أكثر الناس تصديقا وتأثيرا وتعاطفا لما ردده سائق «التوك توك»، بينما أعطوا ظهورهم تماما للعلماء والمفكرين؟
تأكدوا يا سادة، أن ما قاله سائق «التوك توك»، لم يخضع لتقييم العقل والمنطق، ولكن خضع لمشاعر شخصية، كارهة لهذا الوطن، فأقبلوا وروجوا للتسخيف والتسفيه من المشروعات النهضوية، وكأن تقدم وازدهار مصر يصيبهم بأمراض وأورام سرطانية قاتلة..!!!
ولك الله يا مصر...!!!