كل كام شهر يخرج علينا عدد من أذناب جماعة الإخوان الإرهابية وعملاء أجهزة المخابرات الأجنبية يحددون يوما معلوما يبشرون فيه بثورة عارمة فى مصر، ثورة جياع وثورة عراة وثورة غاضبين وثورة باحثين عن الذات وثورة أصحاب مطالب فئوية وثورة الراغبين فى تولى داعش والقاعدة والإخوان حكم البلاد.
وكل مرة يشرب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى المقلب بعد أن يكون النشطاء المجاهيل ومحترفو المزايدات السياسية وتجار منظمات حقوق الإنسان وشركات جمع المعلومات فى مصر، قد تلقفوا اليوم الموعود وبشروا به باعتباره يوما للخلاص الشعبى، والشعب منهم براء، وبعد أن تكون بعض السفارات إياها من أنقرة إلى لندن والدوحة قد أعربت عن القلق مما قد يحدث فى ذلك اليوم وأصدرت بيانات تحذر رعاياها من التجمع فى الأماكن العامة.
لو سألت أى إخوانجى من المغيبين فى الخارج سيعدد لك الأسباب المباشرة وغير المباشرة لخروج الجماهير الحاشدة يوم 11 نوفمبر وستكتشف أنها الأسباب المعادة المكررة التى يرددونها فى كل الأيام السابقة التى حولوها لمناسبات محتملة للفوضى فى أدمغتهم هم فقط، وكلما خذلهم الناس وتجاهلوا دعواتهم فى يوم يقلبون باترون الثورة ويعيدون تفصيله على اليوم الذى بعده ويبدأون نفس إجراءات التحريض والحشد الوهمى وسيول الشائعات والأخبار المفبركة على مواقع التواصل.
إحنا محتاجين فعلا نعيد تعريف مفهوم الثورة، نخليها ثورة بناء، ثورة مواجهة للفقر والبطالة، ثورة إنتاج وتسويق، يعنى كل فرد فى الأسرة يشتغل على قد ظروفه ووقته وإمكاناته، لو عملنا ده بإيمان وإخلاص فعلا، هنبقى أجمل بلد وأنجح بلد فى سنين قليلة جدا، وهنبقى راضيين عن نفسنا وفخورين باللى حققناه.
اللى قاعد ومراهن على الفوضى غلطان وهيفضل فى مكانه والقطار هيفوته، واللى مراهن على التغيير بالشغل هيلاقى نتيجة سريعة، واللى من هواة التنظير والجدل على القهاوى الفعلية أو القهاوى الافتراضية، بدعوة إنه يشغل نفسه بعمل تطوعى مفيد لو عنده فائض وقت وطاقة، يجرب يشهر جمعية أهلية لخدمة المجتمع المحلى اللى هو عايش فيه، فى قرية أو مركز أو حى فى مدينة ويبص حواليه يشوف المحتاجين يتعلموا من الكبار واللى متسربين من التعليم والأيتام والمعوزين وأصحاب الحاجات، ده اتجاه إيجابى للعمل التطوعى المفيد واللى يخدم ويساعد البلد أكتر بكتير من الجدل الفارغ والتنظير التافه والوقفات على سلالم النقابات اللى ما بتعملش حاجة، والله أعلم.