يعيش العرب هذه الأيام اختبارا صعبا، من النوع الذى لا يحبونه، ولا يرغبون فى التورط فيه، لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون معه، وذلك بعد قرار اليونسكو الأخير الخاص بالقدس الشرقية الذى جاء بعد إعادة تصويت الذى توصل للنتيجة الخطيرة «المسجد الأقصى تراث إسلامى ولا علاقة تاريخية بينه وبين اليهود».
على مدى أسبوع دارت معركة كبيرة فى اليونسكو بعد أن تقدمت 7 دول عربية تطالب بإسلامية تراث المسجد الأقصى، وتم التصويت عليه يوم 13 أكتوبر، وجاءت النتيجة لصالح فلسطين لكن إسرائيل وأتباعها اعترضوا حتى أن إيرينا بوكوفا مديرة عام اليونسكو اعترضت ورأت أن لليهود حقا تراثيا فى القدس الشرقية، بعد ذلك تمت إعادة التصويت يوم الثلاثاء 18 أكتوبر، وجاءت النتيجة أيضا بإسلامية المسجد الأقصى وتم اعتماد القرار بشكل نهائى الذى فيه «المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعا إسلاميا مقدسا ومخصصا للعبادة وعلى إسرائيل العودة لسنة 2000 عندما كانت دار الأوقاف الأردنية هى المشرفة الوحيدة على المسجد، وأن تلة باب المغاربة جزء لا يتجزأ من المسجد».
عادت الكرة إلينا مرة أخرى وأصبح اللعب على أرضنا، فهل نستطيع أن نسجل هدفا سياسيا مهمة نحو حل القضية الفلسطينية وتحرير الأرض المحتلة، أم أننا سنظل نحتفى بهذا القرار ولا نسعى لتنفيذه، خاصة أن إسرائيل بدأت الحرب وتوجهت بشكوى للأمم المتحدة، كما أن أمريكا بدأت فى تهديد اليونسكو مرة أخرى، مؤكدة أن مثل هذه القرارات تصنع مشكلات أكثر مما تقدم جديدا فى التوصل لحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ليتنا ندير هذه المشكلة بشكل منظم ومتحرك للأمام لا أن نكتفى كالعادة بالضربة الأولى، ثم نقف لنشاهد كيف يتحرك الآخرون وكيف يتوصلون لحلول تدمر ما قمنا به، فالجميع يعرف أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدى، كما أنها لن تنفذ شيئا من هذا القرار على الأرض وستظل تقتحم المسجد الأقصى وتعتقل الفلسطينيين وتمنعهم من الصلاة فيه، وسيدنسه الجنود فى كل وقت وحين.
ربما لن تأتى فرصة واضحة بهذا الشكل بعد ذلك، فقد صوتت 24 دولة لصالح القرار فى مقابل 6 عارضوا و26 صوتا امتنعوا عن التصويت وتغيب ممثلى دولتين، إذن مهم جدا أن تكون حركتنا منظمة وليست عشوائية، وأول الذى علينا فعله ألا نتحرك فرادى حتى لا يصطادنا العدو، بل يجب أن نكون فريقا واحدا أصحاب موقف واحد، وعلى الجامعة العربية أن تقوم بدورها فى هذه القضية، وأن تظهر كرامة فى وصول الحق لأصحابه.