كل الذين سافروا خارج مصر، عادوا مقتنعين أن الزحام ليس مبررًا لتصبح القاهرة بكل هذا القبح الذى يؤهلها لتنافس لندن الكئيبة فى روايات تشارلز ديكنز، لماذا نحبها وننجذب إليها إذن؟.. لأسباب بعضها منطقى وكثير منها غير معلوم.. نتحسر عليها حين نقارنها بمدن أخرى أصغر عمرا لكنها نظيفة وأهلها منظمون، بينما هى عجوز متداعية تخنقها سحابة دخان من قش محترق، وتغرقها زخة مطر فى ليلة شتوية، أو تختفى أحياء بأكملها فى هزة زلزال أو حريق من ماس كهربائى مختل عقليا، ترى عشوائياتها نهارًا فتتيقن أن جميع الحكومات فاشلة وكل الموظفون فاسدون، تسهر فيها ليلا فتبدو كفتاة جميلة غارقة فى العرق والخطيئة.