انتشرت الاخبار والحكايات والأقاويل عن عقد مؤتمر للشباب فى الأيام الماضية , ولم اكن من المتحمسين لتصديق او ترويج هذا الخبر وان كنت من اشد المطالبين بالاهتمام بالشباب المصرى الذى يمثل اليوم نسبه تفوق الـ60 % من عدد سكان مصر ولديهم طاقه كبيرة وهائلة ولديهم أيضا إحباط أكبر وتشاؤم منقطع النظير وأصبح لديهم رغبة عارمة للهجرة والفرار من مصر بسبب عدم وجود أمل فى شىء حتى بعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيو على حد قولهم , وأن الإحباط مرده إلى أمور كثيرة منها الوضع الاقتصادى الصعب الذى نعيشه الآن وسوء أوضاع التعليم والفساد و غيره , كذلك التهميش الذى يشعر به الكثير من الشباب فى غالبية قطاعات الدولة، وعدم تمكينهم اقتصاديا أو سياسيا , إلا أنه وبالرغم مما سبق فإن المتابع لفعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى شرم الشيخ يرى بوضوح أن الجميع تفاجأوا بأنه نشاط محترم ومقدر من الدولة تجاه الشباب ومحاولة جادة ومخلصة لإظهار التقدير الحقيقى من الدولة تجاه الشباب ومستقبلهم .
ولقد تابعت الفعاليات منذ بدايتها وتابعت بشغف كبير مداخلات الشباب المشاركين وكانت على مستوى كبير من الوعى والتعليم والفهم لكل المشاكل التى يعانوا منها هم وأقرانهم , وأهمية مثل هذا المؤتمر لا تقف على الفعاليات أو نوعية المشاركين وخلفياتهم العلمية والثقافية وإن كان من الأهمية أن يمثل الشباب من كل الخلفيات العلمية والثقافية والاجتماعية حتى لا يشعر طرف دون الآخر بأى نوع من التهميش , ولكن أهمية المؤتمر تنبع من أن الدولة تضع الشباب أولوية لها لما لهم من دور مهم فى دعم وتنميه بلدهم , ولذلك فيجب عليهم دائما وأبدا أن يتقدموا ويبذلوا من الجهد والعمل لإثبات قدرتهم على أحداث التغيير والتنمية , وبالطبع الطريق ليس سهلا أو ممهدا ولكن عليهم أن يبدأوا بالانطلاق والإبداع الذى اتخذ منه المؤتمر شعارا " انطلق وابدع " , كما تحدث الرئيس " عبد الفتاح السيسى " بكل صراحة لهؤلاء الشباب وأجاب عن أسئلتهم بصراحة أيضا فى التعليم والاقتصاد والتمكين وغيره واقترب منهم أكثر وأكثر فى محاولة لامتصاص الغضب بداخل الكثير منهم من المشاركين أو حتى المشاهدين والمهتمين بمتابعة الفعاليات .
ولا أنكر أن ما تحدث به الرئيس تجاه هؤلاء الشباب كان معبرا بكل صدق عما يشعر به تجاههم , وهنا أطالب بفعاليات أكثر يشارك فيها الشباب من الجنسين ومن كل مكان فى مصر وحتى المقيمين خارج مصر ويحلموا بمصر دولة كبيرة وعظيمة.. أتمنى أن تحذو كل مؤسسات الدولة والمسئولون حذو الرئيس وأن يفتحوا قلوبهم و عقولهم وأن يمنحوا الشباب بعض الوقت للاستماع إليهم ومشاركتهم والاستفادة منهم ومن طاقاتهم وحماسهم وأن يحولوا الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية وأمل للمستقبل , ولا أستطيع أن أنكر الدور و الجهد الهام والكبير الذى لعبه وزير الشباب " خالد عبد العزيز " الذى دعا لهذا المؤتمر وكفل له كل وسائل النجاح ليكون بداية انطلاق حقيقية للتواصل الحقيقى للدولة مع الشباب , وسننتظر فعاليات وأنشطة أخرى يكون المحرك الأساسى فيها هم الشباب ، وتحية كبيرة لكل من ساهم بأى شىء من جهد وعمل وكل شىء من أجل إنجاح المؤتمر وبالتأكيد سيمثل انطلاقة هامة للشباب الفترة القادمة, كما أنتظر أن ينطلق الشباب بقوة وحماس وإبداع لأنهم هم القوة الحقيقية التى ستغير مصر للأفضل , وأنا هنا بالطبع لا أتحدث عن المحبطين أو الذى لم يذكروا من المؤتمر إلا الثلاجة الفارغة التى تحدث عنها الرئيس أو بعض الأخطاء فى الإذاعة والتى بالتأكيد لم تكن هى كل ما حدث فى المؤتمر.