إذا كان تصنيفك من بين القوسين التاليين، فنصيحتى لك عدم إكمال السطور، واذهب إلى ما تهواه ويهواك ودعك منى، فالأمر لن يكلفك إلا ضغطة زر (أصحاب القرار المسبق، المتنطعون والمعارضون والمنظرون من أجل المعارضة والتنظير، المنتقدون لكل ما تقوم به الدولة دون أن يطرحوا بديلاً، المسفهون للأشياء، الذين يعتبرون كل عمل فاشلا لعدم مشاركتهم فيه، أو بمعنى أصح لعدم دعوتهم له، المتصورون بأنهم يخونون الأهل والأصحاب حال مدحهم لقرار مسئول، المعروفون بأن شهرتهم ومجدهم قائم على السخرية من الحكومة فى أى وقت وعهد).
أما إذا كنت خارج هذا التصنيف فهذا يعنى وجود أرضية مشتركة بينى وبينك، يمكن من خلالها "ناخد وندى مع بعض"، لأننا ببساطة فى مرحلة تتطلب تنحية "الشطط" أيا كان مصدره، مسئول فى الدولة أو شخصية فى الملعب الآخر.
فمؤتمر الشباب الذى عقد بشرم الشيخ على مدار 3 أيام، تحت رعاية رئيس الدولة، وحضره 3 آلاف شاب مثلوا كل شرائح وقطاعات الشباب المصرى من الجامعات والرياضيين والمثقفين وشباب الأحزاب، حدثت فيه حاجات، وسمعت فيه كلمات خلال الندوات، لا أبالغ عندما أقول أبهرتنى، ودفعتنى لتقييم المؤتمر بإعطائه "10 من 10".
فدعك من هؤلاء الذين ركزوا وأوجزوا المؤتمر فى "ثلاجة" السيسى، وهاشتاج "فين الشباب"، فهؤلاء عندما تسألهم عن محتوى المؤتمر ومضمونه، سيجيبون بكلمات وجمل وشعارات رنانة لا تسمن ولا تغنى من جوع.
فالمؤتمر الذى حمل شعار "ابدع.. انطلق" واحتوى جدول أعماله على مجموعة من القضايا الملحة، أبرزها تقييم تجربة المشاركة السياسية الشبابية فى البرلمان، والعلاقة بين ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية للشباب، حقق مكاسب معنوية انعكست على المشهد السياسى فى التو واللحظة، فضلاً عن أنه أقنع الكثير بأن الخير لا يزال فى مصر وشبابها.
فمن أسباب إعجابى بهذا المؤتمر، "المايسترو"، الذى أعطى إشارة البدء والانتهاء، ليخرج لنا فعاليات المؤتمر، التى زادت عن 23 جلسة عامة و8 ورش عمل فرعية تخصصية ومعرضًا فنيًا وورشة اكتشاف مواهب بهذا الشكل المبدع.
أما من الإيجابيات، التى لا مثيل لها، تأكدى بأن فعاليات المؤتمر، كانت فعاليات حقيقية غير مرتبة أو منظمة من قبل، وقد أنهت المشهد المعروف والمكرر والمكون من 3 نقاط بعد دخول الرئيس أيًا كان الرئيس، الأولى سؤال كُتب وإجابته ليلا، والثانية هتافات لحظة دخول الرئيس، والثالثة تصفيق حاد لكلمة الرئيس.
ففى هذا المؤتمر تحققت مكاسب تمثلت فى كسر حاجز الخوف، وتخطى الخطوط الحمراء، وطرحت القضايا التى تشغل بال المعارضة وتمثل صداعًا فى رأس السلطة، فتكلم الشباب عن زملائهم المحبوسين، وطالب الإعلاميون بمزيد من الحرية، وتنفس الكاظمون الغيظ أمام وزير الداخلية.
فإذا كنت لا تعتبر ما سبق مكاسب، فهل لا تعتبر ظهور وجوه جديدة من الشباب غير التى اعتدنا ظهورها فى الفعاليات والإعلام مكسبا؟ وهل ترى أن رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزراءه فى مقاعد المتفرجين تحت المنصة، بينما على المنصة الشباب يتحدثون ويقترحون ويعارضون ويطالبون، والرئيس ومن بجواره وخلفه يصفقون، أتعتبره مشهدا عاديا؟
وإذا كنت غير مقتنع بكل ما سبق ذكره، فالفاصل بينى وبينك تنفيذ الحكومة توصيات المؤتمر، فإذا فعلت فسأكون أنا على حق، إما إذا لم تفعل وخذلتنا.. فوقتها أدعوك أن تسأل الله ألا أنضم إلى الشخصيات المزنوقة بين القوسين السابقين.