"يا وابور قولى رايح على فين".. لا يستطيع أى مسئول كان أن ينكر حقيقة أن القطارات العادية والمكيفة المتجهة من وإلى القاهرة، والتى تقطع مسافات بعيدة ومكتظة بالركاب، تشهد حالات احتكاك من قبل الركاب بعضهم البعض، بسبب الزحام والأولوية على الركوب وحجز مقعد يعينه على تعب السفر، أو الاحتكاك مع الكمسارية، فضلا عن وجود شيوخ كبار فى السن ومرضى صحتهم لا تحتمل طول السفر، ولكن ما باليد حيلة، والمضطر يركب القطر.
إن حادث تعرض شخص على المعاش، يوم الجمعة الماضى، للإصابة بأزمة قلبية حادة داخل أحد القطارات القادمة من الصعيد فى اتجاهه للقاهرة، ووفاته قبل وصوله مستشفى الفشن المركزى، جنوب بنى سويف، حيث فوجئ ركاب أحد القطارات القادمة من الصعيد والمتجه إلى القاهرة بأحد الركاب، يسقط مغشيا عليه داخل إحدى العربات، وتوقف القطار فى محطة الفشن لسرعة إنقاذ المصاب، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله مستشفى الفشن المركزى، وإخطار أهله، يدفعنا إلى التساؤل "لماذا لا يوجد طبيب أو ممرض أو حتى مسعف بكل قطار يخصص له مقعد مثله مثل مقاعد نقطة القطار" كى يكون جاهزا لأى حالة طارئة.
القطار "حياة داخل الحياة"، حيث يوجد به موظفون وباعة جائلون وشباب وأطفال ونساء وشيوخ، ورجال شرطة وجيش وطلاب مدارس وجامعات وجميع طوائف الشعب، كل يذهب حيث وجهته التى خرج من أجلها، لقضاء مصلحة ما، منهم من يكون مريضا، أو ذاهبا لطبيب بعينه، كى يستكمل علاجه ويعود من حيث أتى.
كانت أيضا هناك حالة أخرى لعجوز بالمعاش توفيت فى شهر فبراير الماضى إثر تعرضه لأزمة فى التنفس أثناء استقلاله القطار من القاهرة كان فى طريقه لمسقط رأسه بمحافظة أسيوط، وأصيب بضيق تنفس وعقب نقله إلى مستشفى ملوى العام، تبين أنه يعانى من مرض السكر والضغط، حيث أصيب بحالة إعياء شديد وضيق فى التنفس أدت إلى غيبوبة سكر نتج عنها الوفاة.
كما لا ننسى أن معظم القطارات خاصة العادية "قطارات الغلابة" تتعرض لعطل مفاجئ أو تضطر إلى الوقوف فى أماكن زراعية غير مخصص الوقوف لها، فى هذه الحالة قد يتعرض البعض إلى الاختناق، خاصة أثناء فصل الصيف، ولو افترضنا أن حدث إغماء لشخص ما أو تعرض لنوبة مرضية لا يستطيع أحد علاجه خاصة أن الموقف وكأنه بين السماء والأرض.
كل هذه المشاهد تدعو إلى التوقف عندها وإصدار قرار عاجل من وزير النقل بالتعاون مع وزير الصحة بتوفير "طبيب أو ممرض أو مسعف" بكل قطار، كى نحافظ على أرواح الركاب والمرضى، أليس الحادث الأليم مثل حادث العياط وغيره يدعو إلى النظر فى الأمر، يا سيادة الوزير توفير طبيب لكل قطار يحمى أهالينا، خاصة مرضانا من التعرض للموت؟