من الواضح أن بعض المصريين فى الفترة الأخيرة قد أصيبوا بقدر ليس بالقليل من الإحباط نظرا لتدهور الأوضاع الاقتصادية فى البلاد و نظرا لارتفاع الأسعار و غلو المعيشة و هو الشىء الذى لم يتم وضعه فى الحسبان عندما قرر الشعب المصرى التصدى للمؤامرات الخارجية والمخططات التى تريد الوقوع بالبلاد فى سيناريو يشبه ما حدث فى العراق وليبيا و سوريا .
أنا لم ولن أدافع عن الحكومة أو نظام بعينه من غير حق و لكنى أقرأ واقعا مريرا قد يساعد فى تهيئة الجو للانتحار الوطنى كما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أحد أحاديثه .
أنا أعلم أن الكثير من المفكرين بالرغم من اعترافهم المسجل بالصوت والصورة فى عدة لقاءات تليفزيونية، بوجود تلك المؤامرات والمخططات ضد مصر ولكن بعضهم قد غير وجهة نظره فى الآونة الأخيرة رافضا فكرة المؤامرات ضد مصر وشعبها مدعيا أن المؤامرة هى فقط فى أذهاننا وليست حقيقية ولكن دعونا نتأمل ما حدث بعد ثوره ٣٠ يونيو و رفض الغرب الشديد لإرادة الشعب المصرى الذى لم يشهد العالم مثيلا لثورتيه العظيمتين .
ففى الوقت الذى تم فيه طرد جماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر تم الضغط على مصر سياسيا من دول الغرب وعلى رأسها للأسف الشديد الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا و فرنسا وألمانيا . لم ينجح الضغط السياسى كثيرا فبمجرد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الهامة جدا إلى الأمم المتحدة فى عام ٢٠١٤ و التصفيق الحار من قبل معظم قيادات العالم وتهافت العديد من هذه الدول للقاء الرئيس المصرى فى لقاءات ثنائية لتوطيد العلاقات الاستراتيجية بين تللك الدول و دولة مصر المحورية التى اشتركت فى القمة التاسعة و الستون للأمم المتحدة، فبات هذا ضغطا سياسيا عكسيا على الغرب وعلى الإدارة الأمريكية التى سعت للقاء الرئيس باراك أوباما بالرئيس عبد الفتاح السيسى وتم قبول الطلب من الجانب المصرى نظرا لتفهم الرئيس عبد الفتاح السيسى بأهمية العلاقة المصرية الأمريكية ولإعطاء فرصة لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإعاده النظر فى الموقف الأمريكى تجاه مصر .
ولكن من الواضح أن اتجاهات الإدارة الأمريكية وبعض دول الغرب كانت ثابتة تجاه مصر فبعد فشل الضغط السياسى على مصر تم استخدام سلاح الضغط العسكرى .
فلو تذكرنا لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الإعلامى بالأمريكى المخضرم تشارلى رووز قد تم الزج بسؤال عسكرى أعتقد أن المخابرات المركزية أو الإدارة الأمريكية نفسها كانت تنتظر الإجابة عليه وهو أن تم الإفراج عن المعونات العسكرية لمصر هل توافق مصر على مشاركة الجيش المصرى فى مواجهة مع داعش فى العراق وسوريا ؟ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يريد أن يوقع بمصر فى هذا الفخ الذى كان الهدف منه هو إضعاف و تفتيت الجيش المصرى والزج به بحرب مفتعلة، وأصر الرئيس على أن دور الجيش المصرى هو محاربة الاٍرهاب على الأراضى المصرية، و لكنه لم يمانع من مشاركة مصر بالمعلومات الاستخبارية التى تفيد دول التحالف فى مواجهة داعش .
ومن واقع الأمور وتسلسل الأحداث و تخاذل الإدارة الأمريكية فى الحرب الحقيقية على داعش و استمرار تسليحهم بشكل خفى عن طريق قطر وتركيا و دعمهم المادى عن طريق شراء البترول المهرب من العراق فى السوق السوداء التركية بالغطاء التركى والختم العثمانى كل هذه مؤشرات صارخة على أن داعش هى صناعة أمريكية بمباركة إنجليزية ومعرفة فرنسية وطناش ألمانى .
لم تقع مصر فى مخطط إضعاف الجيش واستنزاف موارده و تفكيك وحدته حتى بعد المحاولة الخبيثة بزج الجيش فى حرب الحوثيين المفتعلة فى اليمن و محاولة إحراج مصر و قياداتها مع المملكة العربية السعودية فى حربها ضد الحوثيين و لكن مرة أخرى تصرفت مصر بمنتهى الحكمة فى هذا الملف ووقفت بجانب السعودية بدون التورط فى حرب مفتعلة كادت أن تؤدى إلى استنزاف جيوش المنطقة وبالذات الجيش المصرى فى حال تدخله فى تلك الحرب .
وازدادت حدة مخطط إضعاف مصر عسكريا بهجمات أنصار بيت المقدس فى سيناء الذين لم يتوجهوا إلى بيت المقدس لينصروه ويحرروه من قبضة الاحتلال الصهيونى كما يزعمون أن هذا هو هدفهم و اتجهوا إلى خراب مصر وإقامة سلسلة الهجمات الإرهابية على كمائن الجيش المصرى و سلسلة الاغتيالات التى قاموا بها لإرهاب المسئولين والقضاة كما فعل الإخوان قديما مع النقراشى باشا فمنهجهم هو الاٍرهاب و الرعب منذ نشأتهم .
وأيضاً لم تنجح حرب الاٍرهاب فى سيناء على إرهاب للجيش المصرى بل على النقيض قد تم تطهير جزء كبير جدا من سيناء من تلك الجماعات الإرهابية وجارى التخلص من القلة الباقية المحتمية بالمدنيين .
فبعد أن فشلت الحرب السياسية والعسكرية على مصر فما تبقى إلا الحرب الاقتصادية والحرب النفسية وهما وجهان لعملة واحدة فَلَو تذكرنا تفجير الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء كان هذا إعلانا صارخا على بداية الحرب الاقتصادية على مصر بضرب السياحة المصرية والتى تمثل نسبة كبيرة من الدخل القومى والهدف من وراء تلك الخرب الاقتصادية هى تركيع مصر . ففى ذات الوقت التى تدعى إدارة الرئيس الأمريكى أنها ترغب فى ازدهار مصر ومساعدة الشعب المصرى فى التغلب على المعوقات والوصول بمصر إلى الاستقرار الكامل وهو الذى يمثل استقرار المنطقة بأكملها ، تخرج علينا الإدارة الأمريكية بقرار حجب أكثر من ١٠٠ مليون دولار كانت موجهة لدعم مصر اقتصاديا و تم توجيه تلك المساعدات إلى ملفات أخرى ترى الولايات المتحدة الأمريكية أنها أهم من الملف المصرى فى ظل الكارثة الاقتصادية التى تمر بها البلاد . أليس هذا إذلال ومحاولة تركيع لمصر فى الوقت التى تريد مصر الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى ؟
فهل من الممكن أن يدرك الشعب خطورة هذه الحرب على مصر و أن يعمل جاهدا للتصدى لمخطط التنكيل بمصر ؟
صدقونى إن نجحنا فى هذه الخطوة فى التصدى للمشكلة الاقتصادية فسوف يستسلم الغرب لإرادة الشعب المصرى و سوف يدركون أنهم أهدروا الكثير من الأموال بلا جدوى فى محاربة مصر سياسيا ثم عسكريا ثم اقتصاديا وأخيرا الحرب النفسية على المواطنين والتشكيك فى الوصول إلى بر الأمان والاستقرار .فأرجوكم يا مصريين #خلوا بالكم من مصر .