كان على حق إبراهام لنكولن فى قوله «إذا استطعت أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، فلن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت»، فنحن كل يوم نرى ما آلت إليه قناة الجزيرة القطرية التى كنا نتعامل معها باعتبارها نقلة نوعية فى المهنية والتمكن الإعلامى، ومع الوقت اكتشفنا ومازلنا نكتشف كيف تأسست واستمرت ماخورا إعلاميا ومنصة للكذب الصريح المتبجح والأخبار الموجهة لخدمة المشروع الاستعمارى الصهيو أمريكى لتدمير الدول العربية.
فضائح القناة القطرية التى أطلق عليها المصريون البسطاء «قناة الخنزيرة» تحقيرا وتهوينا من شأنها، تتوالى كل يوم، وآخرها الفيلم التافه الذى فبركته القناة لهدف خبيث هو دق إسفين بين المصريين وجيشهم، لكن كيدهم ارتد إلى نحورهم وشهدت الأيام التى تلت عرض الفيلم أكبر التفاف من المصريين حول جيشهم، كما بدأت الأمور حول الفيلم تتكشف بتسريب صور المشاركين فى إعداده وإخراجه من داخل القناة الإخوانية الصهيونية.
التسريبات التى خرجت من داخل الجزيرة نفسها تكشف إلى أى حد وصل الغل والكراهية لمصر فى قلوب الإخوان المسيطرين على «الخنزيرة»، فالممثلون الذين ظهروا فى هذه التفاهة، جميعهم من عناصر الإخوان وشاركوا فى اعتصام رابعة والنهضة، وحمل بعضهم السلاح ضد الدولة المصرية، وتم تسريب صورهم وهم يتدربون داخل القناة القطرية ويلتقطون الصور أمام قادة الإرهاب من الإخوان الذين منحتهم قطر جنسيتها، وأسبغت عليهم الأموال والحماية.
كما تم تسريب صورة المخرج الفاشل الذى صنع تلك البذاءات والافتراءات عن علاقة العساكر بالضباط فى الجيش المصرى، وكيف تحقق إدارة القناة معه حول تسريب صور المعدين والمشاركين فى الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعى وفضح مشاركتهم فى اعتصامات الإخوان المسلحة قبل أن يهربوا متسللين إلى تركيا ومنها إلى قطر. إذن، نحن أمام قناة عدوة بكل ما تعنيه الكلمة، ولم يعد ينفع أن نتعامل معها بغير تلك الصفة، وعلى وسائل الإعلام المصرية أن تنير طريق المصريين حتى لا ينخدع أى منهم بالسم الذى تضعه القناة العدوة فى الأخبار والتقارير والمواد المصنوعة لغسيل الأدمغة، كما أننا أمام جماعة متطرفة عميلة لن ينفع معها إلا الحل الأمنى والاجتثاث الكامل من مصر وتجفيف منابعها فى الدول العربية، ويبقى بعد ذلك ما تمثله التجربة من خبرات لعموم المصريين، بضرورة الالتفاف حول بلدهم ومصالحه وعدم الالتفات للدعاوى المشبوهة التى تفرق وتقسم وتفتت!