لولا أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه عن باقى مخلوقاته بنعمة العقل، ما كان قد وجد مصطلح ومفهوم وجوهر الإنسانية، فالإنسانية مصطلح عظيم لا يدركه إلا أصحاب العقول الرصينة والقلوب التى تنبض بالرحمة والحب والعطاء، وما أقلهم هذه الأيام! شىء لا يصدقه عقل أن نرى شخصا ملتحيا من المفترض أنه متدين ومؤمن، ممسك بسلاح ويقتل شخصا آخر غدراً، وتجده يهلل ويكبر ذاكراً اسم المولى العزيز العظيم بعد فعلته، شىء مؤسف أن تجد شخصاً لا شغل له ولا شاغل سوى تصيد الأخطاء للآخرين فقط من أجل رفع دعاوى قضائية للتشهير بهم وإذلالهم، شىء حقير أن تجد طبيباً من المفترض أن يكون من أصل طيب وبيت أصيل يتاجر فى أعضاء المساكين والغلابة، ليحقق ثروة من الحرام على جثث الآخرين، شىء مخيف أن ترى سيدة تطرد والدها الكهل من منزلها، وتقبل عليه التسول والمبيت على الأرصفة!
نماذج عديدة وحواديت مأساوية أصبحنا نعيشها يومياً بغابة الدنيا، وكأن الإنسانية قد انعدمت وتلاشت.