«البوب» لم نسمع له صوتا تعقيبا على الحادث الإرهابى.. واضح أنه مختف ٍ«قسريا»
للمخرب الأعظم، وكاهن هدم الأوطان، والمتعبد فى قدس أقداس إثارة الفوضى لإسقاط مصر، الدكتور محمد البرادعى، أين أنت «يا بوب»، وأين تلاميذك النشطاء ومرضى التثور اللاإرادى، واتحاد ملاك يناير، من حادث اغتيال السفير الروسى، أندريه كارلوف، مساء أمس الأول فى أنقرة، وهو الحادث المذهل الذى يمكن له احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، من حيث مسرح الجريمة، ووظيفة الجانى، وطريقة التنفيذ، والوقوف بجوار الجثة بكل أريحية، وإلقاء خطبة عصماء، تجاوزت الدقيقة، وإذاعة كل ذلك على الهواء مباشرة.
«البوب» مختفى فى صومعته كالعادة، فالرجل لا يرى الحرية ولا الديمقراطية والظلم وغياب العدل واندثار الحرية والمساواة بين الإرهابى والشهيد، إلا فى مصر، بينما لا يسترعى انتباهه أن يوم الاثنين 19 ديسمبر شهد حوادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، وإطلاق رصاص أمام السفارة الأمريكية فى أنقرة أيضا، وإطلاق نار فى زيورخ، وعملية دهس فى برلين، ومع ذلك اختفى فى صومعته المثلجة بفيينا، ولم يخرج بأى تويتة تتهم أمن هذه الدول بالتقصير، أو تؤكد أن هناك عنفا وظلما وقهرا وغيابا للعدالة والحريّة والكرامة الإنسانية، فى سويسرا وألمانيا!
«البوب» تنشط إفرازات غدد قريحته «التويتية» فقط عندما يتعلق الحادث بمصر، فآخر تويتة كتبها على حسابه الخاص، كانت عقب حادث الإرهابى بالكنيسة البطرسية، قال فيها نصا: «الإرهاب الأسود مدان بكل أشكاله ومهما كانت دوافعه.. العنف لا يولد إلا العنف..مُجتمع يتسع للجميع قائم على العدل والحرية والكرامة هو مخرجنا».
وبالمقارنة بين الحادثتين الإرهابيتين، اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، وتفجير إرهابى نفسه فى الكنيسة البطرسية بالقاهرة، يتبين أن أصل الجريمة واحد، لكن فى عقيدة البرادعى، تكتشف أن الحادث الإرهابى فى الكنيسة البطرسية بالقاهرة، سببه الظلم وردا على عنف الدولة وغياب للحرية والعدل والكرامة، ونسأل «البوب» هل حادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، ودهس الأبرياء فى برلين سببه الظلم وعنف الأنظمة، وغياب العدل والحريّة وإهدار للكرامة الإنسانية؟
الإجابة على هذا السؤال مؤسفة فى حق «البرادعى» ومريديه، فهو يرى كل الحوادث الإرهابية والإجرامية التى تحدث فى مصر، وتحصد أرواح الأبرياء من جنود وضباط الجيش والشرطة، والمدنيين المسلمين والأقباط، أطفال وشباب وعجائز، حوادث عادية، ومبررة بأنها رد فعل، وناجمة عن الظلم وغياب العدل والحريّة وإهدار الكرامة الإنسانية، بينما نفس الحادث بنفس التفاصيل يقع فى تركيا وسويسرا وألمانيا و فرنسا وأمريكا، أو أى دولة من دول العالم، فلا نسمع للبرادعى ودراويشه أى صوت، ويختفى «قسريا» فى صومعته المثلجة، لأنه يعى أنه إذا تحدث عن هذه الحوادث فلن يستطيع أن يدين ويشجب، ماذا وإلا فإن مصيره الطرد من جنة أوروبا وأمريكا، وتغلق أمامه حنفية اليورو والدولار، مقابل محاضرات ساذجة فى بعض الجامعات، «لزوم شرعنة الأموال»، بجانب أيضا أن انتقاده لجريمة مثل التى وقعت فى تركيا، سيغضب أصدقاءه المقربين من جماعة الإخوان والتنظيمات المتطرفة.
البرادعى وأعوانه وكل نشطاء السبوبة، واتحاد ملاك ثورة يناير، سخروا أنفسهم للتنكيل بمصر، شعبا، ووطنا، وهو أمر زاد عن الحد، ويجب مواجهته بكل قوة وحسم، فالأوطان ليست مستباحة أمام الخونة والمراهقين الثوريين ونشطاء السبوبة.