نتكلم كفنيين، حضرتك لو مش ساحر، وحاوى، ومخاوى عفاريت هتلبس، ولو حضرتك ساحر، وحاوى، ومخاوى فى الغالب هتلبس برضه، فالسواقة فى شوارع المحروسة ضرب من ضروب الملاهى، لا تقل القيادة فن وأخلاق، ولكن قل القيادة فن سريالى، وأخلاق مركونة داخل التابلوه.
القاعدة العامة لحسن السير والسلوك فى الشوارع المصرية هى: «إن لم تتذأب أكلتك الذئاب»، ولنا فى قاعدة «بوز العربية» خير مثال، فاللى سبق هو من استطاع حشر بوز عربيته أمام من لم يستطع حشر بوزه، سمِّها إن شئت «عربيات متصادمة»، أو حرب الكواكب، أقصد «حرب التكاتك».
نصف عربيات المصريين، راشة دواخل، وما أدراك ما الدواخل، ونصفها الآخر راشش نضافة أو «محكوك» وتسأل صاحبها فيقسم لك بالغاليين عنده أنها «اتحكت» وهى راكنة تحت البيت، بسيطة خدها معاك البيت وانت طالع، ولا تسأل طبعا عن مهارات القيادة ولا كيفية الحصول على الرخصة فى مصر، ما يصحش.
قائد السيارة فى مصر يعتبرها فرصة مناسبة للأكل والشرب والكلام فى التليفون وممارسة العلاقة اللطيفة مع صاحبته أو خطيبته، بس عادى ، ما نص عمرنا بيضيع فيها.. أقولك، نتكلم كفنيين؟!.. مصر ليست بلد نسوق فيها، ولكنها بلد تسوق فينا.