تذكر جيدا أن المالك والمستأجر استفادا بالعقد الذى وقعاه منذ 40 عاما، وراهن كلاهما على أن نهاية العالم ستأتى قبل انتهاء مدة العقد، أو أن أحد الطرفين سيموت فيرفع الحرج عن الآخر، لكن الزمن أبعد نظرا من البشر، والقوانين تشيخ مهما كان واضعها ترزيا حويطا، ولأننا نهوى جمع المشاكل وتخزينها حتى تتعفن، فكان طبيعيا أن تتحول الإيجارات القديمة إلى مشكلة اجتماعية أكثر من كونها نزاعا اقتصاديا محله العقود الظالمة، لا مفر الآن، سوى أن نراعى هذه الأبعاد الاجتماعية، ونشجع أى تشريع يتبنى مبدأ العدالة بدلا من حيل «التطفيش»، حتى لا يصبح نصف المصريين فى الشارع ونصفهم الآخر فى الساحل الشمالى.