نحن فى حاجة إلى كل لحظات النجاح، وإلى السير خطوة للأمام، لأن ذلك سيترك لدينا إحساسًا بأن الأمور سوف تتغير للأفضل، وأن المشكلات التى نعانى منها سيأتى وقت تنتهى فيه. ومن حكايات النجاح التى حدثت أنه أخيرًا وبعد 3 سنوات فتح متحف الفن الإسلامى أبوابه، وبذلك يعود أكبر متحف للفنون الإسلامية فى العالم إلى مكانته الطبيعية، بعد تأثره بمحاولة تفجير مديرية أمن القاهرة فى نهاية عام 2014.
المتحف الذى شاركت جهات عدة فى ترميمه، حتى أن دولة الإمارات أسهمت بـ50 مليون جنيه، واليونسكو بـ100 ألف دولار، يحتاج إلى إعادة توظيف ليصبح نافذة جديدة للسياحة، ونقطة تميز للمكانة المصرية.
ومن البدايات الجيدة، أن وزارة الآثار فتحت أبواب المتحف أمام الجمهور لمدة أسبوع مجانًا، يمكن لكل المصريين والعرب أن يشاهدوا فيه التحف الإسلامية التى لن يروها فى أى مكان آخر.
كذلك من الجيد الذى حدث أن الوزارة دعت عددًا كبيرًا من سفراء الدول للقيام بجولة داخل المتحف، ومشاهدة احتفالية أقيمت بمناسبة الافتتاح، وحتمًا سيقدم هؤلاء تقريرًا عما رأوه من فنون مختلفة لم يشاهدوا مثلها من قبل، لأنها تنتمى إلى حضارة مختلفة.
أما الشىء المطلوب فعله فى الفترة التالية، فمنه أن كل مدارس القاهرة والجيزة تقوم بزيارة للمتحف، ليعرف التلاميذ تاريخ هذه الآثار، ويتعرفوا على قصة تأثره بالحادث الإرهابى، ويعرفوا ما حدث فيه من ترميم، وأتمنى ألا تكون هذه الزيارات اختيارية تقوم بها مدرسة وترفضها أخرى، بل يجب التنسيق بين وزارتى الآثار، والتربية والتعليم ليصبح ذلك أمرًا واقعًا، بحيث يتم التنسيق، ويخصص يومان فى الأسبوع لزيارات المدارس، لأننا إن لم نفعل ذلك فسوف يكبر جيل لا يعرف شيئًا عن متحف الفن الإسلامى، وبالتالى لا يعرف كيف يدافع عنه وعن قيمته، كذلك فيما يتعلق بوزارة التربية والتعليم، يجب أن إدراج موضوع عنه ضمن مناهج التربية والتعليم.
كما يجب على وزارة الآثار أن تسارع بوضع مادة إعلانية عن المتحف فى المطارات وسفارات مصر فى الخارج، وتنشر قدرًا كبيرًا من صور القطع الأثرية، وتحكى عن الإرهاب والتصدى له بالفن.
نريد أن نتعلم من الدرس، فقد كانت أكثر اللحظات ألمًا فى نهاية 2014 أنه بعد الحادث الإرهابى أمام مديرية أمن القاهرة، وبعد حديث وسائل الإعلام عن تأثر متحف الفن الإسلامى، أن الكثيرين كانوا لأول مرة يسمعون عن هذا المتحف، ولم يعرفوا قيمته، ولا قدره، واعتبروه خسارة هامشية ليست ذات قيمة.