الصراحة قائمة على المكاشفة التامة، تكشف عن ما يحتويه قلبك بكل وضوح سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية، والبديهى أنه قبل الكشف عن ما يجول بصدرك وما يشعر به قلبك تكشف أولا عن شخصك، فلا توجد صراحة قائمة على كشف جزء وهو المشاعر وإخفاء الجزء الأهم والأكبر وهو شخص المرسل، لذا فكل ما رأيناه على موقع صراحة الأيام الماضية والذى شغل بال المصريين الأيام الماضية لا علاقة له بالصراحة على الإطلاق بل هو كذب وزيف تام لأنه صادر من مجهول.
أقول لكم الأسوأ عن صراحتكم، فى الحقيقة هى وقاحة وليست صراحة لأن مرسل الورد المجهول الذى يتعمد إخفاء هويته مثله مثل من يقذف شباك منزلك بحجر ويختبئ حتى لا تراه، كلاهما جبان يفتقد الشجاعة، الأول جبان يخشى الإفصاح عن مشاعره الطيبة على الملأ سواء كان السبب الخوف من ردة فعلك أو الخوف من الإعلان أو من استضعافه أو الكبرياء يمنعه أو عدم ثقته بالنفس، كلها حالات تقول إنه جبان لا قدرة لديه على الصراحة والمكاشفة، أما الثانى جبان يخشى المواجهة ولا حجة لديه فى الهجوم والانتقاد لذا يلجأ للضرب والجرى، فيرسل لك سم الكلام معتقدا أنه جرئ وشجاع لكنه اضعف بكثير من ذلك ولو كان شجاعا كفاية لقال ما يريد فى الوجه دون اللجوء للطعن من الخلف.
الصراحة الحقيقة هى أن تكون شجاعا بقدر كافى يجعلك تقول ما تريد فى الوجه دون خجل أو خوف، أما الجبناء الذين لا يملكون شجاعة المواجهة على الملأ أو حتى المدح على الملأ فرسائلهم بلا قيمة، كلاهما مزيف، والمزيف الاكبر فى هذه اللعبة هو متلقى الرساله فهو ومع الاعتذار للجميع لا ثقة لديه فى نفسه، يريد أن يثبت لنا أنه محبوب أو مكروه نتيجة أنه ناجح وغيره يغار لذا يهاجمه، فيقوم بنشر رسائله الخاصة على الملأ ليثبت لنا نحن أنه (كويس) وللاسف نحن لا نهتم برسائلكم ولا يفرق معنا من يحبكم ومن يكرهكم ومن يغار منكم ومن يرى فيكم أجمل عيون، نحن لا نهتم بالمرة، فرسائلكم مزيفة ومشاعركم كاذبة وصراحتكم وقحة.