أيام قليلة وتنطلق فعاليات «الأقصر عاصمة الثقافة العربية»، وهو حدث لو تعلمون عظيم، لأنه يلقى الضوء على مدينة من أعرق مدن العالم، ويكشف عن ثقافة مغايرة، ويوضح كيف امتزجت الحضارة المصرية الفرعونية بالعربية الإسلامية، فنتج مزيج عجيب لن يتكرر فى أى من حضارات العالم.. لكن هل يعرف المسؤولون فى وزارة الثقافة حقًا هذا القدر وهذه القيمة؟
نحن لا نتربص بأحد أو نتصيد أخطاء، لكن هناك أسئلة تطرح نفسها بقوة، منها: هل يحق أن فعالية بهذه الضخامة، والتى لم يعد أمامها للبداية سوى 15 يومًا، ومع ذلك لا توجد خطة واضحة لها؟، ولو افترضنا وجود خطة، فهل من المصلحة العامة ألا يعرف الإعلام شيئًا عن استعدادات وزارة الثقافة لهذه الاحتفالات التى ستستمر عاما كاملا؟، ولماذا نترك الأمور عالقة حتى الأوقات الأخيرة؟، ولماذا كلما اتصل أحد بالدكتور أيمن عبدالهادى، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، لمعرفة تفاصيل ما يجرى على الأرض لا يقول شيئًا؟، فهل معلوماته عن «الأقصر عاصمة للثقافة العربية» تشبه معلوماتنا، ناقصة وغير مكتملة أو غير موجودة أصلًا، أم أنه يعرف ولا يريد القول؟
بالطبع سيتعجب الكثيرون عندما يعرفون أن الدكتور أيمن عبدالهادى يعمل أستاذًا فى كلية الإعلام، بما يعنى أنه يعرف دور الدعاية الإعلامية، خاصة فى المشروعات القومية، التى يكون الغرض من ورائها الكشف عن وجه مصر الثقافى الجميل، وأن التعاون بين كل المؤسسات وحتى الأفراد واجب «وطنى»، على كل فرد أن يقوم بدوره فيه.
ولمن لا يعلم، فإن قطاع العلاقات الثقافية الخارجية يعد واحدًا من أهم قطاعات وزارة الثقافة، أو المفروض أن يكون كذلك، لكن عندما لا يقوم بدوره، ويتعامل مع العلاقات الخارجية بشكل «سرى»، لدرجة أن نصبح نحن المهتمين بالثقافة وشجونها غير «مطلعين» على علاقاتنا، خاصة بالدول العربية الشقيقة، نشعر بالقلق على ما يحدث داخل القطاع.
وهل يريد الدكتور أيمن عبدالهادى أن يفاجئنا؟، لكن هذه أمور لا تحتمل المفاجآت، فهى ترتبط بما هو أكثر من المؤسسات، وبما هو أكثر من الأشخاص، وتحتاج إلى جهد كبير، هذا الجهد يجب أن يكون واضحًا ومعروفًا، ولا نريد أن تكون المفاجآت سيئة و«كبيسة».
لذا أتوجه بحديثى للكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، متجاوزًا قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وأقول له نريد أن نعرف ترتيبات واستعدادات الوزارة للحدثين الكبيرين «الأقصر عاصمة الثقافة العربية»، و«أسوان عاصمة الثقافة الأفريقية».