تماما مثل الحمار وكل الأشياء البريئة تعرض «الحذاء القديم» فى التراث المصرى لكثير من الظلم، رغم أنهما يتحملان الكثير من رعونة البشر الذين يعتبرون أنفسهم فى المرتبة الحيوانية، وكلاهما «الحذاء والحمار» له دور بارز فى الحياة السياسية المصرية، منذ أن ماتت شجرة الدر ضربا بالقبقاب بعدما «استحمرت» من حولها بغية الانفراد بالحكم، ولأن الصحافة رضيت بدور «الحيطة الواطية»- وهو مصطلح برىء آخر-فعليها أن تتحمل تهديد أحد النواب فى البرلمان بضرب أبنائها بالأحذية القديمة، ليس خضوعًا أو يأسًا لا سمح الله، ولكن تفاؤلًا ويقينًا بأن كثيرا من الأحذية القديمة أطول عمرًا من بعض البرلمانات، لأنه وفقا للتاريخ فإن البقاء للأقوى وليس للأطول لسانًا، وإن كان هناك من يلام على عدم تصديه لهذا التهديد فهم أعضاء البرلمان من الصحفيين الذين لم يسمعوا عن مصير شجرة الدر.