خلال مسلسل التدخلات التركية المتعاقبة في شؤون الدول المجاورة قامت تركيا في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2015 بإسقاط طائرة مقاتلة روسية على حدودها مع سورية ، وكان دافع أنقرة المعلن لذلك هو اختراق الأجواء التركية ، فيما كان من الواضح حينها وقوف تركيا في صف المعارضة السورية التي كبدتها روسيا خسائر كبيرة على الأرض ، وحينها ردت روسيا بطريقتها (الاقتصادية ) ما جعل أنقرة تعتذر في النهاية .
ولم يكتفي السلطان العثماني بهذا القدر من الشغب الدولي فإذا به يتهم الحكومة الألمانية بالنازية ورعاية الأرهاب على خلفية رفض الأخيرة تنظيم فعاليات تركية على أراضيها ترمي لحشد تاييد الجالية التركية في ألمانيا لتعديلات دستورية مرتقبة ستطرحها أنقرة للإستفتاء الشعبي منتصف أبريل نيسان المقبل بهدف تعزيز سلطات إردوغان ليصبح سلطانا بحق ، هذا وقد ثار خلاف جديد بعد ذلك بأيام بين تركيا وهولندا لنفس السبب تقريبا كما دخلت الدنمارك على خط المواجهة التركية الأوروبية .
وبناء عليه فإن صح إعتبار ما سبق معطيات جدية على مراهقة إردوغانية متأخرة فإن تركيا الأن تهرم وفي طريقها للتقزم عالميا وعلى الصعيد الداخلي المتأزم أصلا نتيجة لتبعات محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في يوليو تموز الماضي والتي بلا شك دعمتها أطراف إقليمية معروفة كرد على امتداد اليد التركية في أراضيها ، كما أنه من المنطقي ألا يسلم محارب مشاغب يقاتل في كل الجبهات وايضا فإن الدول تبنى على العلاقات التشاركية لا التصادمية والعنترية الجوفاء .
#أحمد_مسلم_الشربتلي