تمطع وتنطع ياسر برهامى، الذى يحمل شهادة فى طب الأطفال وأفتى بأن الاحتفال بالأم فى يوم محدد كل سنة، إنما هو بدعة مستوردة من الكفار، ومن تشبه بهؤلاء الكفار فهو منهم، ونشر الموقع الرسمى لما يسمى بـ«الدعوة السلفية» الفتوى المنسوبة لبرهامى بصورة كبيرة للرجل، وتحتها منصبه المزعوم فى تلك الحركة المزعومة التى لا أدرى بأى منطق مازالت موجودة، تبث سمومها وأفكارها البعيدة عن الزمن والحضارة والسماحة الإسلامية.
صورة برهامى، المقترنة بالفتوى الشاذة حول الاحتفال بالأم فى يوم خاص كل عام، وحدها تستحق التأمل، فالرجل الذى يمارس مهنة الطب على هامش منصبه كنائب لرئيس الدعوة السلفية، يرتدى نظارة طبية من إبداعات الكفار، وهو فى ذلك يتشبه بهم، وبدون هذه النظارة لم يكن له أن يرى أو يقرأ وينشر علينا فتاويه الشاذة، وهو أيضًا يضع حول معصمه ساعة من إبداعات الكفار، وهو فى ذلك يتشبه بهم، ويرتدى جلبابًا أبيض صينى الصنع، وعلى حد علمى ليس الصينيون من المحسوبين على ملة الإسلام، وإنما يتفرقون بين البوذية والكونفوشيوسية وسواها من الديانات الأرضية وغير الأرضية، وهو فى ذلك يتشبه بهم، بل إن مهنة الطب التى يمارسها على هامش وجوده فى الدعوة السلفية، إنما درس حتى يصل لممارستها إبداعات وكتب الكفرة، فلماذا يتنصل برهامى من صلاته الوثيقة بالكفرة الذين يأخذ منهم فى طعامه وشرابه وحياته ومعاشه، ثم ينكر على عموم المصريين أن يحتفلوا بالأم يومًا واحدًا فى العام بزعم أنها عادة مستوردة من الكفرة.
المشكلة فى ياسر برهامى وأمثاله أنهم يعيشون خارج الزمن والفهم والإبداع والحضارة ويمسخون الأمور فى صورها البدائية البسيطة التى تجاوزها العالم، وهم يفعلون ذلك حتى ينتجوا أجيالًا قابلة للهيمنة والسيطرة والتحريك وفق إشارة المسؤول أو الأمير فى هذه الحركة الدينية المزعومة أو تلك، وهذا أمر يجب مواجهته بحسم وتحجيم القائمين عليه حتى يرتدعوا ويكفوا عن تسميم المجتمع بأفكارهم.
تخيلوا لو أن أمثال ياسر برهامى، يتحكمون فى قرارات تتعلق بتوطين التكنولوجيا والمناطق الصناعية والبحث العلمى وتحديث النظام المصرفى الحديث، لاشك أنهم سيحولون البلاد إلى أفغانستان تحت حكم طالبان ويشغلون الناس ببيع وتجارة النساء وتحريم التماثيل وعدم جواز الاختلاط فى الجامعات والمدارس والمصالح الحكومية، بينما يزرعون المخدرات ويسمحون بتجارتها لشراء الأسلحة، ثم يسقطون بالبلاد إلى الهاوية!!