ترددت كثيرا قبل أن أستجمع قواى وأكتب عن تلك المأساة والجريمة الشنعاء التى زلزلت كيان المجتمع المصرى بكل طوائفه، وأخرجت الكثيرين عن الصمت والاستكانة، مطالبين بصوتٍ واحد لا نشاز فيه بالقصاص العاجل العادل.
أى دين وأى ملة وأى إنسانية تقبل بهذا الجرم الذى فاق وتخطى أبشع الجرائم التى سمعنا عنها يوماً منذ أن خُلق الإنسان وخرج من الجنة بعد أن أغواه الشيطان، ثم قتل الأخ. أخوه ( قابيل وهابيل ) وحتى انتهى بنا الزمان لنقف مصدومين أمام هذا المشهد المروع الذى افترس فيه هذا الوحش المجرم هذا الملاك البرىء ليجسد لنا واحدة من أبشع جرائم الإنسان.
أى نعم :
فأنا أُقر أن هذا الجانى المتوحش بالقطع يعانى نوعاً من أنواع المرض النفسى الذى يستوجب العلاج، مثله مثل الكثير من النماذج المريضة التى امتلأ بها المجتمع مؤخرا نظرا لأسباب كثيرة على رأسها تدهور الأحوال الاقتصادية وتدنى مستوى التعليم والخطاب الدينى المنفر الذى استقر لسنوات وما زالت محاولات الإصلاح والتغيير فى طور التجربة التى لم تؤت أُكُلها بعد !
فماذا ننتظر إذاً من مجتمع غابت عنه أهم أُسس التربية السليمة دينيا وعلميا وصحيا وماديا سوى عدة نماذج مشوهة عقليا ونفسيا وبدنيا تتزايد يوما بعد يوم طالما استمر الحال على ما هو عليه !!
وها هى ثمار الجهل والفقر والمرض النفسى والانصراف عن تعاليم الدين وتقاليد المجتمع وقواعد الأدب الذى لم يعد له وجود فى ظل مجموعة القيم المستحدثة التى طغت على المجتمع المصرى فغيرت تركيبته القيمية وأطاحت بالتقاليد والأعراف والأصول وغيرها من القيم التى توارت وحلت محلها ( الفهلوة والروشنة والتحرش بالنساء والبنات يومياً فى كل مكان والنصب والعنف والنفاق والملاوعة والمصلحة بأى وأسهل طريقة ---- إلى آخره من الآفات والأمراض التى تستوجب وقفة جادة وحاسمة لإنقاذ ما تبقى من قيم قد اندثرت وانهال عليها التراب !
نهاية :
أضم صوتى لأصوات الجماهير المطالبة بالعقاب الفورى الذى يشفى الصدور وعدم التباطؤ فى سير القضية كما هو المعتاد، فالأمر هنا لا يحتمل الانتظار.
الإعدام شنقا للوحش مغتصب الرضيعة حتى يكون عبرة لغيره من المرضى الذين امتلأ بهم المجتمع.