هناك تحركات واسعة وسط الجالية لتنظيم فعاليات داعمة للرئيس السيسى أثناء زيارته لواشنطن
من المفيد أن نعيد تقييم ما يحدث حولنا حالياً لنعرف الهدف والمدى الذى يمكن أن تصل إليه الأحداث، فقبل أيام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة الأمريكية واشنطن، والقمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدأت بعض الأصوات تعلو لتضخيم وقائع وحوادث بعينها، علها تؤثر على مجريات الزيارة، وهذه الحوادث بعضها فى الداخل وأكثر فى الخارج.
فى الحديث عن الداخل، لا يمكن أن نتجاهل الضجة الكبيرة التى يحدثها بعض ممن يطلق عليهم «قيادات أقباط المهجر»، وتضخيمهم لما حدث بنجع الحميدات بقرية العديسات فى الأقصر، بعدما حاصر متشددون منزل فتاة قبطية، زعموا أنها اعتنقت الإسلام مطالبين أسرتها بالكشف عنها، الأمر الذى تسبب فى وقوع اشتباكات بينهم وبين رجال الشرطة، الذين حرصوا على إخماد الفتنة قبل تفاقم نيرانها، فمع الشرارة الأولى أخذ بعض المصريين المقيمين فى واشنطن على عاتقهم التصعيد، والتهديد أيضاً، بما يوحى أن الأمر لا علاقة له بحادث وإنما تقف خلفه أسباب سياسية.
منذ سنوات وبعبع أقباط المهجر كان يسيطر على عدد من مسؤولينا، وكانت تجرى محاولة لإرضائهم خاصة قبل الزيارات الرئاسية، وتولت الكنيسة المصرية فى عهد قداسة البابا شنودة مهمة التنسيق مع قيادات من أقباط المهجر، أخذاً فى الاعتبار أن كل زيارة رئاسية كانت تسبقها حادث طائفى فى مصر.
فى الولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية يعيش حالياً أشخاص يحلمون بأن يكون لهم مقعد القيادة، أى قيادة أقباط المهجر، أملاً فى تحقيق مكاسب كثيرة لشخصهم، أهمها على الإطلاق أن يكون لهم علاقة وربما استفادة مادية ومعنوية من الحكومات الغربية، التى عادت ما تستخدم ملف الحريات والديمقراطية للضغط على حكومات الشرق الأوسط، وتحديداً مسألة الأقباط، وعادة ما يقدم البعض السبت منتظراً الأحد من الغرب، وقد اعتدنا على ظهور هؤلاء فى كل العصور، يبدأون موالين بل ومدافعين عن الدولة المصرية، وبعدها يبدأ الانقلاب، ولذلك أسباب كثيرة، على رأسها أنهم حينما دافعوا عن الدولة لم يكن ذلك عن اقتناع، وإنما رغبة فى أن يكون لهم دور، أو ليظهروا فى المشهد على حساب آخرين.
هؤلاء بدأوا منذ فترة فى ممارسة اللعب القذر ضد الدولة المصرية، وحولوا أنفسهم إلى لعبة فى يد أجهزة مخابرات ومؤسسات غربية تريد الضغط على الحكومة المصرية لتحقيق مآرب خاصة بها، فوجدت فى بعض ممن يطلقون على أنفسهم «أقباط المهجر» الصيد السهل الذى يمكن استخدامهم ضد القاهرة، وحاول بعض من هؤلاء العمل لترتيب فعاليات فى واشنطن ضد زيارة الرئيس السيسى، لكن لأن الجالية المصرية تدرك جيداً تاريخ وماضى هؤلاء، فإنها لم تتجاوب مع هذه الدعوات، بل إن الأخبار الواردة من العاصمة الأمريكية وعدد كبير من المدن الأمريكية تشير إلى تحركات واسعة وسط الجالية المصرية لتنظيم فعاليات داعمة للدولة المصرية وللرئيس السيسى خلال زيارته لواشنطن، وللتأكيد على تكاتف المصريين فى الداخل والخارج ضد الإرهاب، وضد أى جماعة أو أفراد يسيئون إلى شكل الدولة المصرية ورئيسها.
بالطبع أدرك وتدرك الدولة أن الجاليات المصرية فى الخارج، وتحديداً الولايات المتحدة هم مجموعة من الشرفاء الوطنيين، ولا يقلل من مجهودهم الداعم للدولة ورئيسها ظهور بضعة أشخاص يحاولون تحقيق مقاصد شخصية على حساب الجالية واسمها، فهؤلاء قلة يمكن وصفهم بالمرتزقة، فهم مستعدون للارتماء فى أحضان الشيطان ليحققوا لأنفسهم مكاسب مالية، ولا يخفى على أحد أن بعضهم نسقوا مع جماعة الإخوان الإرهابية قبل زيارة الرئيس لواشنطن، لكن باءت محاولاتهم بالفشل، فحاولوا مرة أخرى من خلال تصعيد الهجمة الكلامية على مصر، وفتح الحديث مرة أخرى عن مسألة الفتنة الطائفية، فى محاولة بائسة منهم لإحراج الرئيس وإظهاره كمن يقصر فى حق الأقباط، رغم التغيرات الإيجابية فى أوضاع الأقباط المصريين التى حدثت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، ومن بينها إقرار أول قانون لبناء الكنائس، بالإضافة إلى تخصيص كوتة للنواب الأقباط تحت قبة البرلمان، وهو ما لم يكن يحدث طوال السنوات الفائتة.