محافظة سوهاج مثلها مثل الكثير من محافظات الصعيد المهمشة التى تبحث عن أى متنفس للتنمية، وقد بدأت بالفعل فى استنشاق هواء الاستثمار، ولكن فى مناطق معينة لها درجة عالية من الاهتمام، فى المقابل هناك مناطق ومراكز بعيدة كل البعد عن رياح الاستثمار والتنمية ودائرة الاهتمام.
المسئولون فى سوهاج يصبون اهتمامهم على بعض المناطق خاصة التى يدور حولها الأحاديث سواء فى سهرات قاهرة المعز أو فى مكاتب أو مقاهى كبار الساسة السوهاجيين ، وبعض من رجال أعمالها الذين يبحثون عن أى طريق لزيادة رؤوس أموالهم ، غير عابئين بمشاكل بعض القرى والمناطق المحرومة حتى من كوب ماء نظيف .
ويأتى فى مقدمة المناطق المهمشة مركز مترامى الأطراف، يقع فى النقطة الفاصلة بين محافظتى سوهاج وقنا، هو مركز أولاد طوق شرق، والذى تم تسميته بمركز دار السلام بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات.
نعم.. دار السلام محرومة من كل شيء حتى خدمات الصحة العامة، والدليل على ذلك انتشار الأمراض ومنها السرطانية وبعض الأمراض الأخرى التى يعانى منها أبناء هذا المركز المهمل، التى كادت أن تقضى على شبابه المغلوب على أمره .
أنا هنا أتحدث بصفتي ابن من أبناء هذا المركز الذى يضم العديد من العائلات العريقة والقبائل الكبيرة ومنها قبائل العرب والهوارة ويضم أيضاً العديد من القيادات القضائية والشرطية و شرائح مختلفة من معلمين وحرفيين وصناع وشباب يأمل " الدعم "، حتى يُترجم ما لديه من طاقات لخدمة الوطن ثم المحافظة ثم المركز نهاية بالقرى والنجوع .
لم يجد هذا المركز المترامى فى أحضان الجبل الشرقى من يأخذ بيده ليتقدم ويخلع عباءة الفقر والجهل، ولم يجد من يبحث له عن فتح مصدر رزق لأبنائه، ولم يجد من يمنح أهله كوب ماء نظيف، ولم يعالج مرضاه بأدوية غير منتهية الصلاحية، لم يجد من يقدم له تعليم قوى، لم يجد من يمهد له طريق ليمشى عليه، لم يجد من "يُطبطب" ، وإنما وجد من يشترى ويبيع فيه، ووجد من يستخدمه فى مصلحته الشخصية، ووجد من لا يهتم به ولا بشبابه، ووجد من يتاجر فيه، ووجد من يتجاهله.
كل هذه الأمور لا نقصد بها أياً من أبنائه من أقصاه لأقصاه ، وإنما المقصود هنا الحكومة وخاصة القيادات التنفيذية بسوهاج التى تجاهلت تلبية مطالب الأهالى وضحكت عليهم لتستمر فى موقعها.
من هنا أنادى كل شخص تبقى شيء إيجابى فى ضميره ناحية محافظتى سوهاج بأكملها ومركزى دار السلام بشكل خاص جدًا أن يمد لنا يد العون، وأن يساعدنا فى خلع عباءة الجهل والمرض، وأن يساعدنا أن نربى أولادنا على الخير، وأن نعلمهم كيف يكون الاجتهاد والعمل، من خلال إيجاد مشاريع حقيقية لهذا المركز.
ندائى لكل رجال الأعمال ولكل ضمير حى أن يأتى الينا ويجلس معنا ويستثمر فينا قبل أن يستثمر فى أمواله، وحتمًا سينجح ويربح ويزيد حب الناس له قبل أن يزيد من أمواله، لأنه ببساطه سيستثمر فى أرض خصبة بِكر، ويخدم أهاله الذين يضربون مثالاً فى الكرم والعمل والجد والإخلاص والأمانة.
نمد ايدينا للجميع .. نمدها للحكومة.. نمدها لرجال الأعمال.. تعالوا لمركز دار السلام.. تعالوا ولن تندموا أبداً.. تعالوا وستجدوا استثمار وأرباح حقيقية.
امنحونا الفرصة.. ولن تندموا ابداً.