الأوانى الفارغة تحدث ضجيجا أكثر من الممتلئة، ودويلة قطر كونها عبارة عن زائدة دودية فى الجسد العربى، فإنها دائما ما تلتهب وتسبب آلاما مبرحة له، وتعتقد بما تسببه من آلام أنها قوية وتمتلك القدرة على التأثير الإقليمى والدولى.
لكن لا تدرك أنها مجرد «زائدة دودية» يمكن استئصالها بتدخل جراحى «عادى»، يتعافى بعدها الجسد خلال ساعات قليلة، وهو أمر راسخ فى ضمير تميم ووالده ووالدته، لذلك يشعرون بعقدة نقص شديدة من مصر، حضاريا وثقافيا، ويحاولون شراء التراث المصرى، من أفلام، وآثار، ومخطوطات، وكتب تراثية، اعتقادا منهم أنهم بهذا الفعل الساذج يمكن لهم أن ينالوا من مصر، ويمحوا تاريخها من الذاكرة الإنسانية.
قطر وحكامها مثال صارخ للشعور بالضآلة التاريخية، لعلمهم بأن «عُمر» حديقة حيوان الجيزة 3 أضعاف عمر قطر، فالحديقة تأسست سنة 1891، وتعد أكبر حديقة للحيوانات فى الشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات فى أفريقيا، بينما تأسست دولة قطر عام 1971، أى أن عمر حديقة الحيوان 3 أضعاف عمر قطر.
بل تزداد درجات الحسرة والألم ويتوغل فى أحشائهم، لإدراكهم أيضا أن «عٌمر» أغطية بالوعات «المجارى» فى شوارع القاهرة أضعاف «عٌمر» ولاية قطر، فهناك بالوعات مجارى يعود تاريخها إلى عام 1957، أى أن أحدث غطاء بالوعة مجارى فى القاهرة ظهرت للنور قبل ظهور الولاية القطرية بـ14 عاما، لذلك تستشعر أنها «ناقصة»، وستظل «ناقصة» حتى ولو امتلكت كنوز الأرض، بينما مصر رقم صحيح، وعفى فى «عمر» البشرية على كوكب الأرض.
ولا يعى حكام قطر، نتيجة قصور شديد فى الفهم والإدراك، أن الأمم تتبوء مكانتها وتصبح رقما فاعلا وصحيحا إقليميا ودوليا، من قيمة وقامة حكامها الذين يصنعون المجد، بما يقدمونه من سلوك وأفكار تؤثر بشكل إيجابى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا، وتقيم علاقات قائمة على الاحترام مع مختلف الدول، ولا تتدخل فى شؤون الغير، وتتسق أفكارها ومبادئها مع سلوكها فى الداخل.
وإذا أسقطنا هذا النهج العملى على حكام قطر، ستجدهم أبعد ما يكونوا عنه، ويسيرون عكس اتجاهه، فتجدهم يحملون عداء غريبا لعدد من الدول، ويناصرون ويدعمون جماعات وتنظيمات مخربة ومدمرة، لهذه الدول، وما أدل على ذلك، كلمة «تميم» فى مؤتمر القمة العربية 28 التى عقدت منذ أيام فى الأردن الشقيق، حيث ارتدى روب المحامى والحقوقى المدافع عن الإخوان وجبهة النصرة واعتبرهما كيانات سياسية معارضة.
ما يفعله تميم ورموزه من إحاكة المؤامرات ودعم كل التنظيمات والخونة والكيانات المعادية ضد مصر، سيقف التاريخ أمامه كثيرا، وفى الآونة الأخيرة، بدأت قطر تصعد من عدائها الخطير ضد مصر بشكل لافت، للأعمياء قبل المبصرين، ويتمثل ذلك فى ثلاثة مشاهد واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء.
المشهد الأول:
زيارة «موزه» للسودان الشقيق، وما استتبعته من تأليب الأشقاء ضد مصر، ظهر من خلال تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير، بأنه سيصلى التراويح فى حلايب وشلاتين، رمضان المقبل، بجانب تصريحات وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية، المتعلقة بعراقة الأهرامات السودانية عن مثيلتها المصرية، وأن مصر كانت تابعة للسودان، زاعما بأن فرعون «موسى» أصله سودانى، وهو تصريح فاق سقف الخيال الوهمى، ونجحت الزيارة بالفعل فى تعكير صفو العلاقة بين مصر والسودان.
المشهد الثانى:
دفاع «تميم» فى مؤتمر القمة العربية 28 التى أقيمت فى الأردن، عن الإخوان، وكأن أعضاء الجماعة الإرهابية من العائلة الحاكمة فى قطر، ولا نعرف السر الدفين وراء تبنى القصر الأميرى فى الدوحة الدفاع عن الجماعات الإرهابية فى المحافل الدولية والإقليمية، وتمويلهم بالمال والسلاح، اللهم إلا إسقاط وتدمير مصر.
المشهد الثالث:
ما فجرته صحيفة «الديار اللبنانية» خلال الساعات القليلة الماضية، عن أن المخابرات القطرية، وضعت خطة اغتيال شخصيات بارزة، واستطاعت تشكيل خلية إخوانية، ضمت سوريين، لتنفيذ الخطة، عن طريق تفجيرات بسيارات ملغومة.
وأوضحت الصحف اللبنانية، أن المخابرات القطرية رصدت 200 مليون دولار، لتنفيذ مخطط الاغتيالات، واستطاعت المخابرات الأمريكية رصد الخطة، وطلبت من «تميم» التوقف فورا عن التنفيذ، إلا أن المخابرات القطرية رفضت الطلب الأمريكى وتمسكت بتنفيذ خطتها.
الأجهزة الأمنية فى مصر، وحسب الصحف اللبنانية، وصل إلى مسامعها خطة المخابرات القطرية لاغتيال شخصيات مصرية مسؤولة، وهو ما أثار سخط وغضب الجانب المصرى، وأرسلوا إنذارا شديد اللهجة للجانب القطرى، بأن الرد سيكون عنيفا، ولا تتصوره الدوحة، مهما تكلف الأمر.
الصحف اللبنانية، ومن بينها صحيفة الديار، التى نشرت خطة المخابرات القطرية، أكدت أن الأجهزة الأمنية عندما كشفت خطة اغتيال الشخصيات المصرية البارزة بالتفصيل والأدلة، دفعت بها للمؤسسات المعنية، التى قررت بدورها إرسال تحذير شديد اللهجة للقيادة القطرية عن طريق دولة عربية صديقة، وهو ما أزعج تميم.
ما نشرته الصحف اللبنانية، يكشف السبب الحقيقى وراء مغادرة الوفد المصرى، القاعة، أثناء إلقاء تميم كلمته فى القمة العربية بالأردن، ويؤكد عمق الخلاف بين القاهرة والدوحة، وأن قطر تلعب بالنار ضد مصر.