ليس مهمًا أن نعرف متى انفلت عقال الحركات الانفصالية فى الوطن العربى، المهم أكثر أن نقلق من موعد انتهائه، وعلى الأرجح لن ينتهى فى القريب العاجل، بالأمس رفعت محافظة كركوك على مؤسساتها الرسمية، علم كردستان، بجوار علم العراق، فجأة سادت الهيستيريا فى بغداد، وخرج الجميع يطالب بإنزال العلم، وكلا الطرفان يستدعيان من الدستور ما يدعم موقفهما، لكن صوتًا فى خلفية المشهد لخص المشكلة: «بترول كركوك ملك لجميع العراقيين» هذه إذن القضية وهذا هو الخطأ.. لأن خسائر الانفصال لا تقدر بالمال، وشبر الأرض أغلى من برميل البترول، فكل قطعة تسقط، تمهد لأخرى بعدها، واسألوا أكراد الشمال فى الجارة سوريا عن أحلام ما بعد الأسد.. ما جرى فى كركوك لا ينذر بخير، حتى لو افترضنا أن تحرير الموصل ستكون قضية وطنية كبرى تجتمع حولها الأطراف العراقية، لكن للأسف، فحتى القضايا الكبرى تُفسدها بعض الثعالب الصغيرة.