بداية أودّ أن أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على تواجده الدائم مع أبنائه المصريين فى أوقات الحزن قبل الفرح . فهو حقيقى رئيس لكل المصريين . وأود أيضا أن أشكر سيادته على تعليماته بسرعة ترميم الكنائس التى تم تفجيرها يوم عيد أحد السعف الماضى . وبالطبع من الضرورى سرعه ترميم جدران تلك الكنائس و لكن كيف نرمم النفوس التى تم تحطيمها ومحاولة تهميش ملامحها المصرية الجميلة والتى طالتها يد الإرهاب الغاشم منذ أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية مرورا بتفجيرات البطرسية وأخيرًا أحداث أحد السعف الدامية فى طنطا وكنيسة مارمرقس بالإسكندرية .
فمن المعروف لدى الجميع والذى لمس على أرض الواقع خلال السنوات الأربعة الماضية وهو الوطنية الحقيقية لأقباط مصر الذين ساندوا الدولة فى أوقاتها العصيبة كما من المعروف لدى الجميع هو تقدير الدولة لمثل هذا الموقف الوطنى للكنيسة ومسيحيى مصر، ولكن هناك من المتطرفين و ليس بالضرورة أعضاء جماعة الإخوان بل البعض من فئات الشعب المختلفة مصرون على تحطيم تلك العلاقة بين الدولة ومواطنيها الأوفياء بغض النظر عن مرجعيتهم الدينية.
يعلم المسيحيون فى مصر مدى تقدير الرئيس لهم ويعلمون مدى التحديات التى تواجههم بسبب هذه العلاقة الخاصة مع رئيسهم و كأنهم يعاقبون بشكل دورى على وطنيتهم .
أعتقد أن جرح الأقباط فى مصر أصبح عميقا ولَم يشفه إلا الحرب الحقيقية من قبل كل مصرى وليس فقط من مؤسسات الدولة على الإرهاب و الفكر التكفيرى والتطرف الأخلاقى والدينى الذى أتى بِنَا إلى هذا الوضع المؤلم .
المصريون لا يعرفون الهزيمة أو الخوف و لكن يد الإرهاب تطاولت على المقدسات وأرواح الأبرياء فمن الواجب أن تتبنى مؤسسات وأجهزه الدولة سياسة " zero tolerance " بمعنى سياسة الحسم و عدم الاحتمال . فمن الملاحظ أن كل منفذى تلك الهجمات كانوا قد تورطوا فى أحداث سابقة و معظمهم معروفون لدى أجهزة الدولة، فما الداعى لترك هؤلاء المجرمين للعبث بالأمن القومى و الإضرار بأرواح الأبرار .
لابد من تغيير شامل فى ديناميكية التعامل بين المواطنين . لابد من التصدى و ردع الأفكار المتطرفة التى تطفو على السطح قبل كل عيد أو مناسبة مسيحية و الإفتاء بعدم جواز المعايدة على شركاء الوطن .
لابد من مواجهة الفكر أيضا بالفكر، فقد طلب الرئيس مرارا وتكرارا تجديد الخطاب الدينى و تنقيح الفكر المسمم بالأفكار العدائية و لم يحدث والسؤال لماذا ؟
لابد وأن يعلم الجميع أننا فى مواجهة حقيقة مع الإرهاب و لايجب التغاضى عن الأشياء الصغيرة التى سوف تؤدى إلى مشاكل أكبر نحن فى غنا عنها .
كما يجب أيضا الوقوف وراء الرئيس و الدولة فى مواجهة الدول التى تعضد هذا الإرهاب الفاسد ،فلابد من اتخاذ خطوات على الصعيد المحلى ثم الدولى للتضييق على أنشطة تلك الدول وعلى رأسها قطر وتركيا.
حفظ الله مصر و شعبها .