تذكر أيضًا وأنت تحارب من أجل الخطاب الدينى، أن لذة انتصار الحرب تكمن فى قلة عدد الضحايا، ما بالك إذن لو كسبنا خطابًا دينيًا وخسرنا الثقة فى مؤسسة عظيمة مثل الأزهر؟.. تعال أولًا نقف بعيدًا عن طرفى المعادلة الخاسرة: الظلم المجحف والتعاطف المبالغ فيه تجاه المؤسسة الدينية الأكبر فى العالم السنى، ونعترف أن الهدف الأكبر من اللوم على الأزهر نابع من أهميته وقدسيته، لا تقليلًا من مكانته كما يزعم بعض صائدى الفرص، الذين كانوا يشتمون الأزهر وشيخه الطيب بالأمس، وأصبحوا اليوم من عشاقه، هؤلاء هم أنفسهم الذين كانوا فى السابق يشحنون الناس فى الشوارع ضد الدولة عند كل محاولة تجديد.. هؤلاء حرّموا تنظيم الأسرة وتعليم البنات، وكروية الأرض، هؤلاء زرعوا الكراهية وانعدام الثقة عند الناس فى الأزهر وشيوخه، وأطلقوا عليهم علماء السلطان، وهؤلاء من كفروا الحكومات واعتبروا كل رأى لا يخرج عن لحاهم، عدوانًا على الدين.. تذكر أخطاءك القديمة ولا تترك أحدهم يقنع الناس أنك تحارب الدين وتريد تعرية النساء، ساعتها قد نخسر الحرب والأزهر.. والدين نفسه؟