كل التقدير والإجلال لمولانا الطيب الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر .
و قبل أن أبدء كلمات مقالى اليوم أود أن أؤكد تأكيداً قاطعاً أننى لا أقصد الهجوم على مؤسسة الأزهر العريقة ولا شيخنا الجليل إمام الأزهر ورمزه الذى نعتز ونفتخر به كثيراً .
أما بعد:
فأنا أقر وأعترف بأن كلماتى اليوم تحمل بعض العتاب لمولانا الطيب على صمته الطويل تجاه كل هذه الاتهامات التى يقذفها الكثيرون من هنا وهناك وخاصة من يؤرقهم استقرار واستمرار الأزهر كقبلة ومنارة للدين والعلم يقصدها العالم الإسلامى أجمع .
فهؤلاء الخونة لله وللدين وللوطن يجاهدون بكل ما أوتوا من قوة و مال لإسقاط هيبة ومكانة مؤسسة الأزهر العريقة ليحل وينتشر بسلاسة الفكر التكفيرى المظلم المتطرف المنفر الذى رأينا بأعيننا ما كان ينتظرنا من خراب و دمار فى حال تمكن هؤلاء من البلاد ، و لكن الله سلم .
وكما تعلم . يا مولانا أن هؤلاء المظلمين يتسللون داخل كل أجهزة و مؤسسات و كيانات الدولة كالثعابين السامة لتفسد ما يمكن إفساده وخاصة الآن بعد أن تم إقصاؤهم واستبعادهم، فتحولوا إلى وحوش كارهة حاقدة لا يملأ صدورها ولا يشغل فكرها سوى الانتقام !
وكما تعلم. أيضاً أن الأزهر لا يخلو من وجود هؤلاء الحقدة وما أدراك بألاعيبهم التى لا تعد ولا تحصى لتشويه هذا الصرح العظيم. و إلصاق تهم التطرف و التكفير والتنفير به !!
فهل اكتفيت يا إمامنا بالرد المختصر العام الذى تحدثت فيه عن الإعلام الذى استغل الموقف بفجاجة للحصول على نسب مشاهدة عالية و بالتالى زيادة الإعلانات التى تساوى فى النهاية الربح المادى والمصلحة فحسب ؟
أؤيدك فى أن غالبية وسائل الإعلام لا يشغلها حقاً سوى البحث عن الربح السريع و لكننا لسنا الآن بصدد تقييم وسائل الإعلام بل بصدد درء الإتهامات عن مؤسسة الأزهر العظيمة بالرد المفسر الواضح المدعم بالأدلة و البراهين ، وخاصة فى ما يخص المناهج التعليمية التى تدعو للتكفير و الازدراء كما سمعنا من خلال وسائل الإعلام !
كما أتوجه بسؤال لا أجد له ولا غيرى أية إجابة منطقية حتى الآن :
وهو الصمت الكبير والهروب من مسألة تكفير مجموعة القتلة الزنادقة المغتصبين المتلاعبين بالدين وتعاليمه المسمين أنفسهم بتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) !
أما عن ما يتردد بخصوص ما يُسمى باللوبى المكون من خمسة أشخاص الذى يحكم مؤسسة الأزهر والذى بدوره يُشكل عائقاً يحول دون قيام المؤسسة الكبيرة بدورها فى مواجهة جماعة الإخوان المسلمين والخطاب المتطرف الذى يقدم لها سنداً شرعياً فيما تفعله من أعمال عنف و تخريب ، وهؤلاء الخمسة لهم حيثيات و مواقع حساسة و مؤثرة، وعلى رأسهم من يعمل مستشاراً للدكتور الطيب شخصيا !
مولانا شيخ الأزهر الجليل :
أستحلفك بالله أن تخرج عن صمتك المهذب و تخرس ألسنة كل من تجرأ على إلصاق الاتهامات بهذا الرمز العريق و تشويهه ، و أن تقوم بعملية تطهير واسعة لكل خفافيش الظلام التى تعشش داخل أروقته الطاهرة ، و أن تخرج علينا بالأدلة الدامغة التى لا تدع مجالاً للمزيد من التهم و الإفتراءات . حفظ الله مصر و حفظ منارة العلم و الدين من كيد الكائدين.