بعد أن تشابكت يدى حمدين صباحى، وهشام جنينة، فى قاعة أحد فنادق منطقة الدقى، إيذانًا بإعلان تحالف انتخابى بين المحسوبين على التيار الناصرى، وجماعة الإخوان الإرهابية، وجدنا البعض ينبرى دفاعًا عن حق حمدين وجنينة فى خوض الانتخابات الرئاسية، وهاجموا كل الذين أعلنوا عن رفضهم خوض الاثنين أى انتخابات.
نعم، هناك إجماع شعبى على رفض أن يخوض حمدين صباحى الانتخابات الرئاسية 2018، مستندين إلى مليون سبب وسبب، أولها أن حمدين صباحى كان العامل الأبرز فى تعطيل مسيرة الحزب الناصرى، وإشعال نار الفتنة بين قيادات الحزب التاريخية، ضياء الدين داود، وفريد عبدالكريم، كما حاول السيطرة على صحيفة «العربى الناصرى» الناطقة باسم الحزب الناصرى.
وبعد نجاحه المدهش فى شق صف الحزب الناصرى، والإجهاز عليه، قرر اختطاف عدد من الناصريين، وتأسيس حزب «الكرامة»، وأصدر صحيفة «الكرامة»، التى لم توزع مائة نسخة، وبعد فترة فوجئنا به يقفز من سفينة حزب الكرامة، ويؤسس تيارًا حمل اسم «التيار الشعبى»، ولم تمر أشهر قليلة، حتى فوجئنا بتحول التيار إلى حزب يحمل نفس الاسم «التيار الشعبى»، ثم فوجئنا مرة ثالثة، يوم الجمعة الماضى، بحمدين صباحى يعقد مؤتمرًا يعلن فيه دمج حزبى الكرامة والتيار الشعبى. وعلى غرار المقولة الشهيرة «ودنك منين يا جحا»، لا نعرف سر انفصال الكرامة عن التيار الشعبى، ولا دمجهما من جديد، مع أن أعضاء حزب الكرامة هم أنفسهم أعضاء حزب التيار الشعبى!
الحقيقة أن مؤتمر دمج الكرامة فى التيار الشعبى ما هو إلا أسماء سميتموها، وستار لحقيقة إعلان تقديم حمدين صباحى نفسه مرشحًا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو قرار أغرب من الخيال، يكشف حجم الاشتياق الذى يعشش فى جيناته للجلوس فى قصر الاتحادية.
لذلك نقول للسيد الأستاذ المناضل الثائر الناشط السياسى والحزبى والإعلامى، حمدين صباحى، مهما «ركبت» من وسائل مواصلات، سواء صاروخ «المزايدات»، أو سفينة «الفتنة»، وطائرة «الخراب»، وقطار «الشعارات»، وأتوبيس «الموت»، وتوك توك «الأفعال»، لن تصل بك إلى قصر الاتحادية، مقر رئاسة الجمهورية، لتجلس على مقعد حكم مصر.
ومهما عقدت من اتفاقيات مع جماعة الإخوان الإرهابية، أو الجماعات الجهادية، أو خطبت ود النشطاء والحقوقيين، ومرضى التثور اللاإرادى، ومحللى «البول» الاستراتيجى، لدعمك ومساندتك وتأييدك، لن تنجح فى الاقتراب من حى مصر الجديدة الذى يضم مقر حكم مصر.
السيد الناشط حمدين صباحى، «تمام» حضرتك الحصول على المركز الثالث فى أسهل انتخابات رئاسية شهدتها مصر فى 2012، خلف المعزول الإخوانى محمد مرسى، وخلف «الفلولى الأكبر» أحمد شفيق، ثم احتفظت بنفس المركز فى انتخابات 2014، بعد فضيحة تفوق الأصوات الباطلة واحتلالها المركز الثانى، وبلغ عدد الأصوات التى حصلت عليها 757 ألفًا و511 صوتًا بنسبة %3.9، فى حين حصل منافسك عبدالفتاح السيسى على 23 مليونًا و780 ألفًا و104 أصوات بنسبة %96.1، وبالتدقيق فى الأرقام تتكشف الفضيحة الكبرى التى تجعل من أى سياسى وطنى يحترم تاريخه، ويحافظ على كبريائه أن يعتزل سياسيًا، خاصة أنه حصل على أقل من نسبة الكسور بعد أرقام الملايين لمنافسه.
ومع ذلك، السيد الناشط حمدين صباحى يخرج علينا متحدثًا باسم الشعب المصرى، بجرأة يُحسد عليها، وبدلًا من أن يبنى لنفسه صومعة باردة يختفى فيها، وتقيه من تقلبات الطقس السياسى ما بين البرودة الشديدة والحرارة المرتفعة، التى تصل إلى حد الغليان، ليقى نفسه، ويحترم تاريخه «الناشط» بالصفقات مع جماعة الإخوان، وعبقريته فى توثيق علاقاته القوية والحميمة مع الراحل صدام حسين، وأيضًا معمر القذافى، وحافظ الأسد، ثم ابنه بشار، وكان خصمًا قويًا وعتيدًا للرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن قبله أنور السادات، ولطيفًا وودودًا للمعزول محمد مرسى، يخرج علينا فى محاولة مستميتة لتصدر المشهد، ويطالب بمواجهة «نظام كله تمام يا فندم».
الناشط الكبير حمدين صباحى، رجل يجيد فقط قيادة قطار التشويه والتدمير، والسير به عكس اتجاه كل أدوات المنطق وأصوات العقل، باحثًا عن تحقيق أمله وحلمه الوحيد الذى يرى أنه جاء إلى هذه الدنيا من أجله، أن يكون رئيسًا لمصر حتى ولو ليوم واحد، ويحصل على لقب رئيس مصر السابق، إمعانا فى أن يُخلد اسمه وصوره فى كتب التاريخ بجوار من حكموا مصر من عينة أمنحوتب الثالث، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثانى، ومحمد على، وجمال عبدالناصر. ومن أجل ذلك نجد الناشط حمدين صباحى لا يترك مناسبة سياسية، أو فرصة، ولو كانت بمساحة «خرم إبرة»، إلا ويسارع لتوظيفها لمصلحته، محاولًا الحشد لها وتحويلها إلى قضية أمن قومى.
تأسيسًا على ذلك، نرفض ترشيح حمدين صباحى لخوض أى انتخابات، حتى وإن كانت انتخابات المجالس المحلية، فلا يمكن لفاشل فى عبور الانتخابات البرلمانية 2010، والانتخابات الرئاسية 2012، والانتخابات الرئاسية 2014 إلا أن يعتزل السياسة، ويتخذ من المرشحين الأمريكيين القدوة، مثل «آل جور»، المرشح الديمقراطى، الفائز فى انتخابات الأمريكية عام 2000 أمام بوش الابن، ورغم اللعبة الانتخابية الغريبة التى دفعت ببوش للفوز برئاسة أمريكا، فإن «آل جور» اختفى من الساحة السياسية بعدها، ولم يخُض أى انتخابات أخرى.
حمدين صباحى حصل على المركز الثالث فى انتخابات الرئاسة الماضية بعد الأصوات الباطلة، ومع ذلك يعلن خوضه الانتخابات المقبلة، ونقول له صراحة: «حضرتك لو خضت الانتخابات بمفردك لن تفوز، وستحصل على المركز الثانى بعد الأصوات الباطلة أيضًا»!
ولك الله يا مصر..!