طارق عبدالسلام، بطل أوروبا فى المصارعة عام 2017، مصرى المولد والدماء والهوى، لكنه لعب هذه البطولة حاملًا الجنسية البلغارية.. عام واحد يفرق مابين الإحباط والنجاح.. مابين الهزيمه والفوز.
خذلته بلاده وباعه اتحاد المصارعة بعد حصوله على برونزية فى بطولة الشباب 2015.. قال عنه حسن حداد رئيس الاتحاد المصرى للمصارعة والمفروض أن يكون أبًا روحيًا له، إنه لاعب غير مؤثر.
فكيف يكون إحساس شاب بطل فى مقتبل حياته عمره لم يتجاوز 23 سنة، والجميع فى مصر قد تخلى عنه.
أجبره شوقى عمران، عضو مجلس إدارة الاتحاد التوقيع على مسؤوليته الخاصة فى عام 2015 ليلعب بطولة العالم وهو مازال مصابًا.
لم يجد أذنًا صاغية من وزير شباب بلاده ليحتضنه ويمنعه من اعتزال المصارعة فى مصر، ليخرج ويجد من يمد يد العون فى بلاد آمنت بموهبته ورأته مؤثرًا ليحمل جنسيتها ويلعب تحت راياتها.. ساعدته على العلاج وبعد أقل من عام يشترك فى بطولتين، أحدهما فى يناير الماضى فى إيران، والثانية والتى حصل فيها على لقب بطل العالم ويرتفع علم بلغاريا فى مايو الحالى.. بدلًا من أن يكون العلم المصرى هو الذى يرفرف.
قامت الدنيا ولم تقعد فالاتحاد المصرى المصارعة، يتهم طارق عبدالسلام ببيع بلاده من أجل فتاة.. تزوجها وحصل على الجنسية البلغارية..
الآن خرجت الأوراق والمستندات التى تثبت أنهم عالجوه..
الآن تحول بطل العالم بلغارى الجنسية مصرى الأصل إلى متهم بالتنازل عن مصريته.
وعلى الجانب الآخر، آلاف الشباب المصرى الذى أصابه الإحباط من جراء محاصرة كل عوامل الفشل لهم من جميع الاتجاهات انتفضوا مباركين.. يحلمون بتحقيق نصف ما حققه طارق عبدالسلام.
طارق عبدالسلام الذى تحول إلى أيقونة الانتقال من الفشل والإصابة إلى النجاح والمجد فى فترة قصيرة.. أما طارق عبدالسلام فلم ينسَ أنه مصرى.. لم يفرح الفرحة التى كان يتمناها لو كان علم بلاده مصر هو الذى يرفرف فرحًا.
طارق عبدالسلام لم يهاجم من هاجموه بل اعترف أن الاتحاد قام بعلاجه من إصابة واحدة، وبقيت الإصابة الأهم والتى كانت فى الرقبة..لم ينكر طارق عبدالسلام أنه سافر فى المرة الأولى لبلغاريا ليدخل فى معسكر لمدة شهر بعدها عاد لمصر وهو مازال مصابًا.
طارق عبدالسلام لم ينكر أنه أحب فتاة بلغارية، وبعد أن سدت الأبواب فى وجهه فى مصر وهو مازال مصابًا وأثر ذلك على أدائه وحرمه ذلك من الاستمرار فى اللعب.. وقتها فكر أن يعتزل.
طارق عبدالسلام سافر لبلغاريا ليعالج نفسه على نفقته الخاصة.. وقد يتساءل البعض لماذا بلغاريا.. أذكركم أن طارق أحب فتاة بلغارية شجعته على السفر والزواج منها، وأن يبدآ حياتهما من جديد.. عمل فى محل الشاورما.. لكى ينفق على نفسه وعلاجه وزوجته.. ولم تكن ملابسه فى العمل تمثيلية.. هكذا نحن فى مصر نرى كل ما يصفنا بالتقصير بأنه غير منتمٍ.. كاذب..ممثل..
أنا لا أعرف البطل الأوروبى طارق عبدالسلام، ولم أنل شرف لقائه لكننى أم ومصرية وأعرف جيدًا ما تشعر به أى أم عندما يفر ولدها من بلاده منكس الرأس محبط الجوارح بلا عزيمة.. وفجأة يجد طوَّق النجاة ويشعر أن الدنيا ضحكت له من جديد..
أطالب اتحاد المصارعة المصرى قبل أن تطالبوا بلغاريا باسترداد حقكم فى طارق عبدالسلام اعترفوا بخطئكم معه.. بتقصيركم فى حقه..
من منا معصوم من الخطأ..
وأطالب وزير الشباب والرياضة، الدكتور خالد عبدالعزيز، قبل أن تشجب وتتهم.. ناقش وتحرى الدقة فى المعلومات فليس كل ما يقوله المسؤولون صحيحًا.. حتى ولو دعموه بإيصالات علاج ومستندات تفيد عدم التقصير فكم من أوراق رسمية خاطئة.
فمن غير المعقول أن يهرب بطل من الأبطال عن بلاده إذا كانت تعطيه حقه وتسانده.
فما الداعى؟
ابحثوا يا كل المنادين بالعدل والمحبة عن الحقيقة، واعترفوا بالذنب فخير الخطائين التوابين.